خامساً: الفحص الباثولوجي

فحص عينة الكبد بالعين المجردة يفيدنا كثيراً : الكبد الدهني تطفو عينته فوق المحلول ، ويكون لونها باهتاً كالدهن ، اليرقان يصبغ العينة باللون الأصفر أو الأخضر ، وفي مرض "دوبين وجونسون" ، وهو مرض من أمراض اليرقان الخلقي ، تكون العينة قاتمة بلون الشيكولاته ، أما تليف الكبد فيكون ملمسه يابساً خشناً عند الوخز ، وتكون العينة عادة مفتتة. 

بعد ذلك تجهز العينة بقطعها إلى شرائح تصبغ وتفحص ميكروسكوبياً ، والحد الأدنى هو الصبغ الروتيني ( هيماتوكسلين وأيوسين ) ، وصبغ خاص لألياف النسيج الضام ، ثم صبغ ثالث (أورسين) لفيروس الكبد ب ، وأحياناً نضيف إلى ذلك أصباغاً أخرى للكشف عن الجليكوجين أو الحديد أو النحاس في رواسب الكبد مثلاً .

أما فحص العينة بميكروسكوبات خاصة كالميكروسكوب الإلكتروني ، فيكون عادة لحالات خاصة أو لبحوث أكاديمية .نتمنى عادة عند فحص العينة بالميكروسكوب أن نستعرض مساحة كبيرة من نسيج الكبد تكشف لنا عناصره ومكوناته ، عدة فصيصات أو أربعة مسارات بابية على الأقل ، ولكن ليست كل عينة بهذا الثراء ، وعلينا أن نذكر أن عينة الكبد المأخوذة بالطريقة العادية هي عينة "عمياء" ، تعتمد على الصدفة ،وليست موجهة إلى جزء أو "بؤرة" معينة ،ولذلك يتوقف نجاحها ومصداقيتها على طبيعة المرض المفحوص ، فهي أصدق ما تكون في الأمراض الشاملة والمنتشرة في نسيج الكبد ، وأكذبها في الأمراض الجزئية المنثورة ،وعلينا أيضاً أن نذكر أن الكبد ، في استجابة للعديد من المؤثرات ومصادر الأذى المختلفة ، رصيده الباثولجي محدود وأنماطه قليلة ، لذلك نختار أحياناً للتمييز بين الالتهاب الكبدي الفيروسي وبين التهاب الكبد الناجم من بعض الأدوية أو الكيمياويات الضارة ،ومثل هذه المواقف المحيرة تحتاج إلى خبرة طويلة ،وقد تطلب عينة ثانية بعد فترة من المتابعة .
خريطة دليل الكبد السابق