أولاً: مقدمة عن الفيروسات

الفيروسات كائنات دقيقة أصغر حجماً من البكتريا، يتراوح حجمها من 0.01 إلى 0.3 من الميكرون (الميكرون جزء من ألف جزء من الملليمتر ) ،وهي لذلك لا ترى عادة إلا بالميكروسكوب الإلكتروني . 

هذه الكائنات لا تعيش ولا تتكاثر إلا بعد أن تغزو خلايا حية تعتمد عليها ، سواء في النبات أو الحيوان أو الإنسان ،وبعض الفيروسات تغزو البكتريا نفسها .

والفيروس قد يتخذ شكلاً كروياً أو أسطوانياً ، ويتكون من جزأين : لب داخلي ، وسطح أو غطاء خارجي.
أما اللب ، فهو الحمض النووي الذي يتكاثر ويكرر نفسه ، وهو على نوعين :DNA (ح.ن.د= الحمض النووي الديزوكسيريبوزي) ، أو RNA(ح.ن.ر=الحمض النووي الريبوزي).
وأما الغطاء الخارجي فمكون من البروتينات ، ومهمته حماية محتويات الفيروس ، ويقوم أيضاً بغزو الخلية عن طريق الربط بينه وبين مكونات استقبالية معينة في جسم الخلية .
عندئذ يبدأ الحمض النووي في تسخير الخلية المصابة لخدمته ، فينمو ويتكاثر على حساب مكونات الخلية ومركز قيادته المتمثلة في الجينات (الناسلات) ، هذه الخلايا المصابة قد تمرض وتنهار فتخرج منها الفيروسات ، حتى إذا غزت خلايا أخرى بدأت تنشط وتتكاثر من جديد. 
والفيروسات لها ميول خاصة : منها ما يؤثر الجهاز التنفسي كما في فيروسات نزلات البرد المعروفة ،ومنها ما يؤثر الجهاز العصبي كما في فيروس شلل الأطفال ، ومنها ما يفضل الكبد ويستقر في خلاياه ، وهو على عدة أنواع .

يحاول الجسم أن يحمي نفسه من غزو الفيروسات ،ويعتمد في ذلك أساساً على الجهاز المناعي ، ومن أهم مكونات الجهاز المناعي كرات الدم البيضاء المعروفة بالخلايا اللمفية ، فهي تفرز أجساماً مضادة لمقاومة الفيروس ، وقد تلجأ أحياناً إلى قتل الخلايا المصابة لتتخلص من الفيروس ، وعلى العكس من ذلك ، يستطيع الفيروس أحياناً أن يشل الخلايا اللمفية ويفقدها مناعتها كما في مرض "الإيدز".
خريطة دليل الكبد السابق