هرمون الاثني عشر (سيكرتين) تفرزه خلايا الغشاء المخاطي للاثني عشر وهذا الهرمون هو الذي عهدت إليه الطبيعة بحل المعضلة الصعبة وبفضله أمكن تحقيق حسن الجوار بين معمل المعدة ومعمل الأمعاء بالرغم من اختلاف اشتراطات العمل وظروفه فحينما يبدأ حامض المعدة في التسلل إلى الاثني عشر من خلال فتحة البواب فإنه يثير على الفور الخلايا أو الغدد التي تفرز السيكرتين وبذا تنطلق كميات كبيرة من هذه الهرمون إلى الدم وتصل إلى المعدة لتعطل خلاياها التي تفرز هرمون الجسترين فيقف إفراز حامض المعدة أي أن مجرد وصول بعض قطرات من حامض المعدة إلى الاثني عشر كفيل بوقف إفرازه من المعدة على الفور وبذا يحل الجسم مشكلة الطفح الحامضي لا بإقامة الفواصل ولكن بإغلاق الصنابير كما ثبت أن انطلاق هرمون السيكرتين ينشط خلايا البنكرياس فتزيد إفراز العصارة القلوية وتصبها في الأمعاء أي أن السيكرتين لا يكتفي بمنع الحموضة من التسلل إلى الأمعاء بل يزيد درجة قلوية الأمعاء نفسها عن طريق إثارة البنكرياس.
هذا الهرمون العجيب إذا أردنا وصف وظيفته في جملة واحدة ماذا نقول؟! لعله يمثل قوة طوارئ للحفاظ على معاهدة حسن الجوار بين الجارين.