أما في حالة ثبوت خلو الفم والجيوب الأنفية واللوزتين من المشاكل الصحية فلابد من وجود أسباب أخرى لهذه الرائحة ، فبعض الأطعمة تسببها مثل : البصل والثوم والفجل كذلك بعض الأدوية إلا أن هذه الأسباب وقتية.
وأمراض الجهاز الهضمي تسبب رائحة كريهة بالفم مثل : أمراض المعدة التي تؤدي إلى عدم هضم الأطعمة وتخمرها ، كما أننا نجد أن مرضى القولون المصابين بهذه الرائحة يشعرون دائما بالانتفاخ والغازات وآلام بالبطن وقد يشكون في أغلب الحالات من إمساك مزمن بل إننا نلاحظ أن رائحة الفم عندهم تختفي بعد إخراج الفضلات لتعود مرة أخرى وتبلغ ذروتها من الإمساك.
وعلاج هذه الرائحة لدى هؤلاء المرضى تتم بمعالجة القولون أولا والقضاء على الغازات والإمساك ويجب عليهم تناول وجبات قليلة متكررة كل ثلاث ساعات وتناول وجبة بسيطة قبل مغادرة المنزل صباحا وتقل الرائحة عادة بعد الإخراج وتتحسن بتناول بعض الأدوية المطهرة للقولون.
وقرحة المعدة تسبب ظهور رائحة الحامض المعدي فتظهر رائحة تشبه الخل.
والشخص المتوتر الأعصاب يعاني دائما من هذه الرائحة الكريهة والسبب في ذلك يرجع إلى جفاف اللعاب خاصة وأن وظيفة اللعاب هي تنظيف الفم من أي فضلات وعندما يجف اللعاب نجد أن الفضلات الغذائية تبقى بين الأسنان وفي اللثة فتتخمر نتيجة تكاثر البكتيريا فتسبب رائحة كريهة وعلاج مثل هذه الحالات هو تناول الأدوية المهدئة للأعصاب والتي توصف عن طريق أخصائي وهناك أسباب أخرى وإن كانت بسيطة ويسهل إدراكها رغم بعدها عن الأذهان ولا يعرفها المريض الذي يشكو من رائحة الفم الكريهة إلا بعد عرضه على الطبيب وذلك مثل : الفرد الذي يتنفس من فمه أو الذي يعتمد عمله على الكلام الكثير فينبغي عليه أن يتناول قليلا من الماء بين الحين والآخر كما أن مضغ اللبان من العوامل الهامة في مثل هذه الحالات لأنه يساعد على زيادة اللعاب الذي يقوم بتنظيف مستمر للفم إلا أن مضغ اللبان عادة غير مقبولة عندنا سواء للرجال أو للسيدات.
وأخيرا : يمكن القول أن رائحة الفم الكريهة مشكلة طبية تتطلب من المريض والطبيب البحث المستمر عن السبب الحقيقي لهذه الرائحة ومعالجتها والتغلب عليها.