لا يمكن فصل رائحة الفم الكريهة عن الأنف فقد ترجع هذه الرائحة إلى وجود ضمور في الأغشية المخاطية للأنف أو وجود التهاب مزمن بالجيوب الأنفية أو باللوزتين وبالذات إذا أكد طبيب الأسنان سلامة الفم وبراءته من هذه الرائحة.
وضمور أغشية الأنف المخاطي غير معروف وإن كان يرجع ـ غالبا ـ إلى نقص بعض الفيتامينات مثل فيتامين (أ) وفيتامين (د) أو نقص بعض الأملاح خاصة (الحديد) كذلك نقص بعض الهرمونات بالنسبة للإناث في مرحلة البلوغ فقد تظهر أعراضا مرضية بالأنف كالإحساس بالجفاف في الأنف مع ضعف حاسة الشم ونزول قشور كبيرة من الأنف يصحبه نزيف.
وبالرغم من عدم الإحساس بالشم فإن الرائحة المنبعثة تكون كريهة للغاية ومثل هذه الحالات يمكن علاجها باستخدام هرمونات "الإستروجين" وبنسب معينة فإذا فشل العلاج يمكن إجراء عملية جراحية لتضييق مجرى الأنف.
أما التهاب الجيوب الأنفية المزمنة فيتسبب في تساقط إفرازات من الفم إلى البلعوم الأنف خلف الفم حيث تظهر الرائحة ويمكن علاج هذه الحالة بإجراء فتحات بالجيوب الأنفية وإذا فشل العلاج يمكن إجراء عملية استئصال لها.
ومن أهم أسباب ظهور رائحة كريهة من الأنف في الأطفال وجود جسم غريب يكون الطفل قد أدخله في إحدى فتحتي الأنف وهذا يؤدي إلى تعفن والتهاب صديدي ولذلك يصحب هذه الحالة ـ غالبا ـ إفرازات صديدية من ناحية واحدة من الأنف.
وهناك رائحة كريهة خاصة في الصباح الباكر نتيجة لوجود التهاب مزمن باللوزتين حيث تكون فيها فجوات تؤدي إلى تخزين فضلات الطعام بها ويحدث تعفن في هذه الفضلات يؤدي إلى ظهور هذه الرائحة.
وقد تخرج هذه الفضلات على شكل مادة بيضاء عند الضغط على منطقة اللوزتين بمعرفة الطبيب وغالبا ما يصحب هذه الأعراض المضاعفات المعروفة عن التهاب اللوزتين المزمن مثل تكرار ارتفاع درجة الحرارة وحدوث آلام عند البلع ومضاعفات في الجسم كالتهاب الكلى والحمى الروماتزمية.
وعلاج هذه الحالة يتم باستئصال اللوزتين فقط.
ومن هنا نلاحظ أن الرائحة الكريهة ليست ظاهرة طبيعية بل إنها تعني وجود مرض بالفم أو الأنف أو البلعوم....إلخ.
وقد يلجأ البعض إلى المحاولة لإخفاء هذه الرائحة باستحلاب أقراص النعناع أو مضغ اللبان أو القرنفل أو استعمال نقط للأنف إلا أن هذه المحاولات وقتية تعود بعدها الرائحة من جديد.