كثيرون لا يعطون للفم أهمية كجزء من الجهاز الهضمي فهو الذي يتلقى الطعام ويهيئه للمعدة والأمعاء وذلك عن طريق الأسنان لذا وجب العناية بها لبقائها في حالة صحية جيدة ولكننا نلاحظ أن معظم الناس لا يهتمون بها اللهم إلا إذا أصيبت بآلام أو مرض أو تسوس.
وللمشروبات دور هام في تأثيرها على الأسنان خاصة عند تعريض اللثة لحرارة مرتفعة أو لبرودة شديدة لذلك يجب أن تكون هذه المشروبات معتدلة الحرارة.
وللفم دور كبير في انتشار الرائحة الكريهة منه فقد تنبعث هذه الرائحة من الأسنان في حالة التسوس أو التهاب بالفم أو اللسان أو قد ترجع هذه الرائحة إلى إصابة اللوزتين أو الزور بأي متاعب .
ولا يقتصر الأمر على هذه الرائحة فهناك متاعب تتصل بالأسنان فمثلا : عدم علاج ضرس متسوس علاجا حاسما "بتنظيفه وحشوه" أو حتى "خلعه" إذا اقتضى الأمر ومن شأنه أن يضر بأسنان أخرى ويؤدي إلى آلام ومتاعب حادة.
ووجود تسوس ـ ولو بسيطا ـ بالأسنان يسهل دخول الطعام إلى الفجوات التي بداخلها نتيجة هذا التسوس فتحلل طبقاتها بواسطة البكتريا الموجودة بالفم مسببة رائحة غير عادية.
أما إذا كانت الشكوى من اللثة وأهمل علاجها فتتكون على الأسنان طبقة جيرية متكلسة وخاصة على الأسنان التي أمام فتحات قنوات الغدد اللعابية الموجودة بالفم كالأسطح المواجهة للطرف الأمامي للسان والأسطح المواجهة للخدود بالفك العلوي للأضراس وهذا بسبب نزيفا باللثة ورائحة بالفم .
والرواسب الجيرية تترسب من لعاب الفم على الأسنان دائما فتترسب على ضرس واحد أو مجموعة الأضراس أو على أسنان الفم كله ولا يمكن إبعادها بمجرد المضمضة بالماء ؛ لذلك فاستعمال فرشاة الأسنان ضرورة حتمية لإبعادها وأحيانا يصعب ذلك بالفرشاة فحينئذ يجب اللجوء إلى طبيب الأسنان لكحتها من مكانها بآلات خاصة.
كذلك إذا أهمل الفم فيحدث التهاب حاد متقيح باللثة مما يسبب رائحة كريهة جدا للفم يستطيع الإنسان أن يشمها من مسافة طويلة.
ولظهور مرض السكر بغتة يفاجأ المريض برائحة غير عادية تنبعث من فمه بسبب البؤر العفنة الموجودة به وعدم قدرة الجسم على تمثيل المواد الكربوهيدراتية وتظهر الأعراض على الفم لتكون اللثة ملتهبة ومتقيحة.
كما أن للأطقم والتركيبات الصناعية ـ كالأطقم الجزئية أو الكباري الثابتة ـ دورا أيضا في هذه الرائحة أما لرداءة صنع هذه الأطقم أو لإهمال الشخص في بعض الأحيان في نظافتها مما يساعد على تراكم الغذاء حولها وتعفنه فيسبب هذه الرائحة الكريهة.
وهناك بعض الحالات : حيث نجد زوائد باللثة فوق ضرس العقل فيتراكم الطعام تحتها ويتعفن ويحدث التهاب باللثة يسمى بالالتهاب التاجي الحاد حول ضرس العقل ويسبب رائحة غير عادية للفم.
كذلك بعد خلع الأسنان حيث تعمل الميكروبات الموجودة في الفم على تخمر السطح العلوي للجلطة المتكونة مكان الخلع.
وتتغير رائحة الفم للسيدة أثناء فترة الحمل وأثناء الولادة وفي فترة ما بعد الولادة نتيجة لتغير في هرمونات الأنثى أثناء هذه الفترة وعدم الاهتمام بنظافة الفم والأسنان حيث تنتاب السيدات في فترة الحمل شئ من الخمول والكسل وعدم القدرة على نظافة الأسنان فيجب أن تكون السيدة الحامل تحت رعاية أخصائي الأسنان دائما طوال فترتي الحمل والرضاعة.
أما الأسباب الخارجة عن نطاق الفم والتي تجعل رائحته كريهة فهي غالبا ما تكون نتيجة السجائر فمدمن التدخين يتميز برائحة كريهة خاصة تستمر ساعات طويلة.
كما أن هناك أمراضا أخرى تسبب هذه الرائحة مثل : أمراض الرئة المزمنة وجود خراج بالرئة أو القصبة الهوائية ، زكام مزمن ، اعوجاج بالحاجز الأنفي.
ولذلك لابد من عرض أنفسنا بصفة دورية ومنتظمة على أخصائي الأسنان كل ستة شهور على الأكثر حتى يكتشف أسباب رائحة الفم ومعالجتها مع استعمال الفرشاة ومعجون الأسنان بصفة منتظمة (مرتين يوميا) بعد الإفطار وقبل النوم على أن يوضع المعجون على الفرشاة وهي جافة نظيفة غير مبللة فإذا كانت فرشاة الصباح مبللة فيفضل استعمال فرشاة أخرى على أن يكون اتجاه استعمالها من أعلى إلى أسفل وليس من جانب لآخر.
ويجب حفظ الفرشاة معرضة للهواء وفي مكان نظيف مع مراعاة أن تكون متوسطة الحدة لأنها إذا كانت حادة جدا فربما تضر اللثة وإذا كانت رخوة جدا فإنها لن تؤدي عملها.
وأخيرا فإن الشخص المصاب بالرائحة الكريهة للفم نادرا ما يشعر بهذه الرائحة النفاذة إلا إذا نبهه إلى ذلك المحيطون به.