الإخراج

يتخلص الجسم من النفايات الناتجة عن هذه العمليات الكيماوية المعقدة التي نسميها عمليات التحول الغذائي، ومن أهم أعضاء الجسم التي تلعب دورا كبيرا وهاما في عمليات التحول الغذائي الكبد ، وتلك النفايات عبارة عن البقايا الغذائية التي تحولت إلى البراز (الغائط) حيث يتجمع في قولون الحوض فيشعر المرء بامتلاء في أسفل البطن وعندما تنجح إحدى الانعكاسات المعدية القولونية في دفع قليل من البراز من قولون الحوض إلى المستقيم (الخالي من أي مواد برازية) ينتفخ المستقيم بالمواد الداخلة فيه وتتنبه في الشخص رغبة في التبرز.
فإذا أراد الشخص التبرز سرت في الأمعاء الغليظة موجات دورية قوية تدفع بمحتوياتها إلى المستقيم ثم تنكمش جدرانه وترتخي معها العضلة العاصرة الداخلية للشرج "وهي عضلة غير إرادية " وتصحب هذه الحركات حركات أخرى إرادية (الحزق) لتتم عملية التبرز فيأخذ الشخص شهيقا طويلا تقفل بعد فتحة الحنجرة وينكمش كل من الحجاب الحاجز وعضلات جدار البطن فيزداد الضغط على المستقيم وتنكمش عضلات الحوض كما تنكمش عضلة الشرج الرافعة لتعصر المستقيم وتتراخى العضلة العاصرة الخارجية الإرادية للشرج فينتفخ الطريق وتقذف محتويات المستقيم إلى الخارج.
ويمكن التحكم في عملية التبرز خاصة إذا كان الوقت غير ملائم لأدائها ويتم ذلك بانكماش العضلة العاصرة الخارجية الإرادية للشرج وبانكماش عضلات قاع الحوض وبفعل منعكس يوقف حركة الأمعاء الغليظة هذا وتتوقف عملية التبرز على مراكز عصبية موجودة في المخ والنخاع الشوكي.
ويحتوي البراز على بقايا الأطعمة التي لم تهضم تماما ولم تمتص وكذلك على مواد قابلة للهضم أيضا إلا أنها لم تهضم بسبب السيليولوز " هو مادة غير قابلة للهضم وتوجد في البقول والخضروات" الذي يلتفت حولها كما أنه يحتوي على عدد كبير من الميكروبات الميتة وأيضا على غازات ذات رائحة كريهة ناتجة عن الهضم كما يحتوي على المواد التي يفرزها جدار الأمعاء الغليظة كفوسفات الكالسيوم وأملاح المنجنيز والحديد ...إلخ.
ومن ذلك نرى أن بقايا الأطعمة المختلفة عن الهضم لا تكون غير مقدار محدود من كمية البراز ويتضاءل هذا المقدار جدا إذا خلا الطعام من المواد عسرة الهضم وامتص أغلبه كما يزيد هذا المقدار وتزيد كمية البراز إذا احتوى الطعام على مادة السيليولوز (الألياف) الموجودة في الخضروات مثلا ؛ذلك أن هذه المادة فضلا على كونها عسرة الهضم فهي تزيد من تكاثر الجراثيم وتسرع من حركة الأمعاء وتفوت كمية كبيرة من الماء دون أن يمتص وهذا هو سر استعمالها في علاج الإمساك.
ويرجع لون البراز إلى أصباغ الصفراء المختزلة بفعل البكتيريا من حمض أميني وليس من المهم أن يتبرز الإنسان مرة في كل صباح ، عدد مرات التبرز وموعد حدوث التبرز ممكن أن تتحول إلى عادة شخصية للفرد.
وهناك من يتبرز مرتين في اليوم أو من يتبرز مرة واحدة كل صباح وآخر كل يومين كل هذا أمر طبيعي بل من الممكن أيضا اعتبار الشخص الذي يتبرز مرة كل أربعة أيام طبيعيا طالما أنه يشعر بالراحة بعد التخلص من فضلاته.