وقد يكون الغثيان والقيء نتيجة لحدوث تغيرات في كيماوية الدم نفسه وأهم أسباب هذه التغيرات الفشل الكلوي الحاد أو المزمن أو استعمال بعض المواد التي تغير كيماوية الدم وكل ذلك يؤثر تأثيرا مباشرا على مركز القيء في مراكز العصب الحائر.
وقد يكون السبب هو الحمل:
وحتى الآن لا يعرف بالضبط لماذا يسبب الحمل الغثيان والقيء خاصة في الشهور الأولى وإن كان الأمر لا يخلو من العوامل النفسية فكم من سيدة لم تكن تعرف بحملها حتى الشهر الرابع أو الخامس فلا يصيبها الغثيان والقيء فإذا عرفت بذلك حدث القيء وتكرر.
الألم
إن الإحساس بالألم في أي مكان في الجسم ولأي سبب قد يصاحبه إحساس بالغثيان والقيء وذلك نتيجة للتأثير على مركز القيء في المخ
أمراض الجهاز العصبي:
إن وجود مركز القيء في قاع المخ يعرضه للتأثر بمختلف الأمراض العصبية مثل زيادة ضغط الجمجمة نتيجة لحادث مثلا أو نتيجة لأورام في المخ تضغط على الأعصاب وترفع الضغط داخل الجمجمة وتهيج مركز القيء.
ورغم أن القيء علاج لبعض أورام المخ إلا أن له سمات مميزة
أولهما : إنه يحدث فجأة ولا يسبقه إحساس بالغثيان
وثانيهما : أنه لا يحدث إلا في المراحل المتقدمة
وفي أمراض الجهاز العصبي التي قد يصاحبها الغثيان والقيء مرض الصداع النصفي المعروف فبعض الحالات يسبقها الغثيان والقيء وبعض الحالات تنتهي بهما ويكون حدوثهما علاقة على انتهاء النوبة التي عادة ما تكون قاسية وطويلة.
وأشهر أسباب الغثيان والقيء في الجهاز العصبي:
اضطراب جهاز التوازن في الأذن الوسطى وأمراض مراكز التوازن في المخ والمخيخ و"دوار البحر" و"الدوار الحركي" الذي يعرفه الناس منذ آلاف السنين نوع من هذا الاضطراب المصحوب بالغثيان والقيء.
وقد يضطرب جهاز التوازن نتيجة لمرض في الرقبة وفقرات العنق تضغط على شريان الدم الذي يغذي المخيخ "عند النظر إلى أعلى مثلا" فيحدث دوار مصحوب أحيانا بالغثيان والقيء.
وبعد كل ما ذكرنا من أسباب متنوعة للغثيان والقيء يبقى السبب النفسي فكم من أناس أصابهم الغثيان والقيء عند الوقوع في مأزق أو عند ظهور نتيجة الامتحان مثلا ، ويتميز هذا النوع مثل القيء بحدوثه بشكل منتظم مثلا في الصباح الباكر قبل الذهاب إلى المدرسة أو قبل الإقدام على عمل شاق ولكن رغم ذلك فهو ذو تأثير قليل على صحة الإنسان.
والقيء علامة مميزة لبعض الأمراض الهستيرية وفي كل هذه الحالات يحدث القيء كنتيجة مباشرة للتأثير في المشيمة المخية " وهي المختصة بالوعي والذاكرة والإحساس النفسي" على مراكز القيء في جذع المخ أن هؤلاء المرضى لا يتعرضون لنقص الوزن خاصة وأنه ليس كل ما يتعاطونه من طعام وشراب يفقده الجسم فبعض الطعام يمر من المعدة ويستفيد منه الجسم ويكون كافيا لبقاء الوزن ثابتا.
ومثل هذه الحالات يجب أن يؤخذ في الاعتبار الحالة النفسية وتحليلها بدقة والوصول إلى أصل الداء كما ينصح لهم بتناول كميات قليلة من الأطعمة المحببة إليهم.
وعلاج الغثيان والقيء
لا يكون ناجحاً إلا إذا عرف السبب الأصلي وتم علاجه وأن كانت بعض العقاقير والأدوية التي تمنع القئ مباشرة وتعطله أو تضعف وظيفته ، ورغم أن هذه العقاقير قد تكون مريحة ومطلوبة إلا أن استعمالها لا يجب أن يتم إلا بعد التأكد من السبب وعمل كل الفحوصات الممكنة للتأكد من عدم وجود أي مرض عضوي حتى يتم علاج المريض.
ويمكن التوصل لمعرفة أسباب القئ:
من فحص خصائص مكونات المعدة التي قذفها فإذا كانت رائحة حمضية يمكن التكهن بوجود كمية كبيرة من إفراز الحمض المعدي وإذا مالت الرائحة إلى رائحة البراز يكون المسبب انسداد معوي أو وجود اتصال مباشرة عن طريق فتحة بين القولون والمعدة وإذا كانت رائحة عفنه(متخمرة) فهذا يدل على تكاثر البكتريا في مكونات المعدة أو وجود ورم خبيث بها.
وإذا احتوى القئ على الإفراز المراري الأصفر ذات الطعم المر فهذا يدل على أن القئ كان متكرراً أو حدث نتيجة لوجود عملية جراحية في المعدة أو تابعاً لالتهاب المعدة بالإفراز المراري.
وعند حدوث قئ لمواد طعام غير مهضومة يجب أن نفكر في وجود انسداد معوي.
وللقئ أضرار كثيرة منها:
ـ حدوث نزيف دموي نتيجة لحدوث قطع في أسفل المرئ واضطراب في كمية المياه والأملاح والحوامض في الجسم وفي الدم أو دخول بعض مكونات المعدة في الرئة وحدوث التهاب رئوي شديد أو خراج بالرئة.
ولتعدد أسباب الغثيان يكون من الصعب الوصول إلى التشخيص بعد العرض على الطبيب المتخصص الذي يحلل تاريخ المرض جيداً ويحاول إيجاد علاقة بين القئ وتناول الطعام أو أخذ عقارات أو أدوية ...إلخ وإذا كان الجهاز الهضمي هو المتهم فيجب عمل أشعة على المرئ والمعدة والاثني عشر وبعد ظهور المنظار الضوئي الحديث يمكن استخدامه في هذه الأيام بطريقة روتينية للكشف عن المرض في دقائق معدودات وبسهولة ويسر وقد تمتد الأبحاث إلى أشعة على المرارة واستعمال الأشعة التليفزيونية لتشخيص حصوة المرارة وفحص للبراز وغيره.
العلاج:
يستوجب تشخيصاً دقيقاً للمسبب وعلاجه وتحديد كمية المياه المفقودة والأملاح وتعويضها للمريض ويمكن إعطاء عقارات (أدوية) لوقف الشعور بالغثيان.
وأخيراً : فالجهاز الهضمي وبصفة خاصة المعدة والقولون هما : المرآة لحالة الإنسان النفسية فأي اضطراب عصبي يمكن أن تراه بوضوح منعكساً على المعدة في صورة قئ أو على القولون في صورة إسهال وقولون عصبي.