التجشؤ: هو إخراج هواء عن طريق الفم بصوت مسموع أو بصوت كالهمس ويصحب هذا الإخراج أحياناً ارجاع متفاوت لمحتويات المعدة قد ينتهي بالقئ والمعدة العادية تحتوي دائماً على جزء في قمتها ملئ بالهواء ويقع هذا الجزء تحت الحجاب الحاجز مباشرة وله وظيفة محددة : وهي إعطاء فراغ دائم لتحرك الحجاب الحاجز إلى أسفل أثناء الشهيق كما أن وجود الهواء يساعد على "تقليب محتويات المعدة أثناء فترة الهضم المعدي للطعام وإلا لكانت كالزجاجة المليئة بالماء حتى الثمالة لا يتم تقليب محتوياتها بسهولة".
وعرف الإنسان التجشؤ منذ عرف تناول الطعام ولكن نظرته لمن يتجشأ اختلفت ما بين مستنكر للصوت القبيح وبين محبذ ومعجب بنفسه علامة على الرضا التام والسعادة بعد أكلة شهية دسمة !.
ومازال التجشؤ فعلاً مشيناً عند الشعوب الأوربية حتى الآن وإن ظل أمراً عادياً وغير مستغرب في شعوب الشرق ونعرفه جميعاً في الأوساط الريفية وفي الصعيد.
من أين يأتي هذا الهواء؟
المصدر الأساسي والطبيعي لغازات المعدة هو : الهواء الجوي الذي نبلعه مع الطعام والشراب ففي كل مرة يبلع الإنسان ـ حتى ولو بدون طعام ـ تدخل كمية من الهواء البلعوم وتصل إلى المعدة فإذا كثر البلع لسبب ما مثل : أن يكون الفم جافاً أو أن يكون هناك سيل من اللعاب يملأ الفم باستمرار أو أن يبلع الطعام على عجلة ودون مضغ فإن كل هذه الأمور تساعد على إدخال كميات كبيرة من الهواء إلى المعدة ويحس الإنسان بالانتفاخ في منطقة أعلى البطن "فم المعدة" ولا يريحه شئ مثل التجشؤ مرة أو عدة مرات متتابعة وقد لا يتم استرجاع كل ما بلع من غازات فتصل إلى الأمعاء والقولون وتصبح مصدراً أساسياً للغازات التي تخرج عن طريق الشرج.