الفصل الأول والأخير (2)


أما الشيخ الرئيس ابن سينا (980ـ1037ميلادية) فهو صاحب كتاب القانون ،وصف ابن سينا المغص الكلوي وأعراض الحصوات ،فقال:"إن المريض بحصاة الكلية يشعر بثقل في القطن ،فقط إذا كانت الحصاة ثابتة في الكلية ،أما إذا انتقلت إلى الحالب فإنها تسبب آلاماً شديدة ،وينتقل الألم من القطن إلى الأربية ،فإذا وصلت المثانة فإن الألم يسكن"،وقد وصف استعمال القسطرة في حالات الاحتباس البولي وحذر من استعمالها في حالات الالتهاب الحاد.
أما أبو القاسم الزهراوي تساءل:قد كان كتابه الشهير "التعريف لمن عجز التأليف" مرجعا للأوربيين في الجراحة وتفاصيل العمليات وكيفية التغلب على الصعوبات واجتياز العقبات فيها وقد استعمل الكي لإيقاف النزيف ومارس ربط الشرايين وهو يعتبر من أوائل من وصفوا جراحة القيلة المائية والدوالي.
لقد كان الأطباء العرب منذ ألف سنة أئمة العلم ورواده ،بالأخص في تخصص المسالك البولية وكان على من يريد من الأوروبيين أن يتعلم الطب أن يقرأ هذه المراجع العربية بعد ترجمتها ،أو أن يذهب إلى الأندلس أو الشرق ليتتلمذ على أيدي هؤلاء الأفذاذ وحين دون الغربيون الطب نسبوه إلى أنفسهم ومحيت أسماء العرب تماماً.
ولا يملك المرء إلا أن يتساءل :كيف، وقد كنا الرواد الأوائل والأئمة المعلمين منذ ألف سنة ،تدهور الحال حتى أصبحنا بحق عقيمين تابعين مستوردين لا مصدرين ،تلامذة لا أساتذة؟.
هل الهزيمة العسكرية هي التي قزمت عقولنا وعطلت ملكاتنا وحللت أخلاقنا ،أم العكس هو الصحيح لأن عقولنا تضاءلت وملكاتنا اضمحلت وأخلاقنا انحرفت ،انهارت مجتمعاتنا ،وكان الانسحاق العسكري نتيجة حتمية لكل هذا؟.
ليست الإجابة بالشئ العسير ولكنه حديث يطول وليس هنا موضعه.

التالي
خريطة دليل البروستاتا السابق