2ـ الفحص الإكلينيكي

 يبدأ بالفحص الشامل العام للجسم ، وزن الجسم ، وهل طرأ عليه نقص أو زيادة ملحوظة ؟ هل يشعر المريض بألم ؟ ما نوعه وما مكانه وماذا يزيد منه وماذا يخففه؟ هل ذهنه واضح ، أو هو متلبد؟ هل يداه مرتعشتان ونفسه نتن كما في الغيبوبة الكبدية ؟ هل بالجلد كدمات توحي بالنزف ، أو احمرار بالكفين وعناكب شريانية تدل على الفشل الكبدي ؟ هل المريض يشكو الحكاك (الالرجل،لده ملئ بالخدوش؟ وهذا إذن دليل على انسداد الصفراء من تراكم أملاحها ، هل بالجلد قروح فوق قصبة الساق ، كما في الأنيميا التحللية؟ هل بالرجلين أوديما من تراكم الماء كما في تليف الكبد ؟ هل هناك تضخم بالثديين في الرجل، أو ضمور في المرأة ؟هل هناك تضخم بالغدة الدرقية ، أو بالعقد اللمفية ؟
عشرات من الأسئلة يمكن أن توجهنا إلى التشخيص الصحيح ، فالسؤال الجيد كما قالوا، نصف الإجابة ؟
فإذا انتقلنا إلى فحص البطن، التفاصيل،أن نصف تفصيلاً حالة الكبد، والمرارة, الطحال، وجدار البطن، ومحتوياته: هل به استسقاء ؟ هل بداخله أورام محسوسة ؟ وما نوعها ؟ ولن أثقل على القارئ بكل هذه التفاصيل، وعلينا طوال الفحص أن نذكر جيداً الإطار الذي نتحرك فيه ونرجع إليه: هل نحن أمام يرقان تحللي، أو خلوي كبدي، أو انسدادي؟ وإذا كان انسدادياً ، فهل هو ركود داخل الكبد أو انحباس خارجه ؟
علينا أيضاً أن نعرف أن اليرقان ليس دائماً من النوع البحت ، بل كثيراً ما يختلط ، فالأنيميا التحللية قد يصاحبها بعض من خلل الخلايا الكبدية ، والالتهاب الكبدي أو تليف الكبد قد يؤدي إلى درجة من تحلل الدم أو من ركود الصفراء ، وانسداد الجهاز المراري قد تنعكس آثاره على أداء الخلايا الكبدية ، ونفس هذا التداخل بين مستويات اليرقان وأسبابه سنرى آثاره في تحاليل وظائف الكبد .
خريطة دليل الكبد السابق