50 ـ لا تتخلى عن الأمل ولابد أن تتعلم الكثير عن الإجراءات الطبية والأدوية الحديثة. (5)

لدينا حالياً 35 مريضاً يتناولون دواء كريستور وكانت نتائج تجربتنا إيجابية بشكل كاسح وعلى الرغم من أن نجاح الدواء مع 35 مريضاً يسمح للشخص بأن يقرر كفاءة عمل الدواء فمن الحكمة أن نحتفظ بالحكم حتى يتم علاج المزيد من الأشخاص.
وتتضافر الأدلة العلمية والتجارب على إثبات صلاحية دواء كريستور حيث إنه في مارس سنة 2001 كان هناك خمسة مراكز تجرب الدواء مع 1700 مريض وتم عرضهم في اجتماع الكلية الأمريكية في أورلاندو فلوريدا وكانت نتائج هذه الدراسة إيجابية بشكل كاسح فجرعة بسيطة (5 أو 10 ملجم) من دواء كريستور يمكن أن تخفض كولسترول LDL بنسبة 41 إلى 47% تقريباً على التوالي والجرعة المرتفعة من كويستور (40 أو 80 ملجم) يمكن أن تخفض LDL بنسبة 55 إلى 65% تقريباً على التوالي ويعمل دواء كريستور على تخفيض الدهون الثلاثية أيضاً بحوالي 19% ، بينما نتائج تأثيره في كولسترول HDL متباينة بعض الشئ ، حيث من الممكن أن يرتفع مستوى HDL بمعدل يتراوح بين 7 إلى 15%.
وليس دواء كريستور هو الذي يجرب فقط من أدوية سوبر استاتين حالياً فالدكتور "سانيكو" بدأ يجرب دواء يسمى الآن NK-104 وهذا الدواء يحتمل أن يخفض كولسترول LDL بشكل فعال.
أحياناً يمكننا اعتبار العلاج بمجموعة أدوية متحدة له فاعلية مماثلة لفاعلية أحد أدوية سوبر استاتين وفي عملية مشتركة قام "شيرنج بلاو" مع "ميرك" بتطوير دواء جديد يسمى إزيتمب Ezetimbe وهذا الدواء مثبط لامتصاص الكولسترول (بمعنى أنه يعمل على منع امتصاص الكولسترول من الأمعاء) وقد ثبت أن جرعة 10 ملجم من هذا الدواء تخفض كولسترول LDL بنسبة 20%.
وعلى الرغم من أن هذا الدواء ليس فعالاً وقوياً إذا استخدم وحده فعندما يوجد مع زوكور وميفاكور وليبيتور يكون التأثير أكثر قوة فلقد تم إجراء عدد من الدراسات وتم في إحداها جمع 10 ملجم من إيزيتمب مع 10 ملجم من زوكور مما أدى إلى انخفاض LDL بنسبة 52% وعند جمع 20 ملجم زوكور مع 20 ملجم إيزيتمب سيخفض كولسترول LDL بنسبة 59% وجمع 40 ملجم ميفاكور مع 10 ملجم إيزيتمب ينتج عنه انخفاض 56% في كولسترول LDL وثمة تجربة صغيرة يتم فيها جمع 10 ملجم ليبيتور مع عشرة ملجم إيزيتمب مما يؤدي إلى انخفاض كولسترول LDL بنسبة 56%.
لم تظهر أية تجارب جمع إيزيتمب مع جرعات عالية من زوكور وميفاكور أو ليبتيور ولكن من المحتمل أن تجرى مثل هذه التجارب لأنه قد ثبت أن إيزيتمب دواء آمن تماماً والجمع بينه وبين جرعات عالية من دواء آخر يحتمل أن يخفض LDL بنسبة 70% لذا فيمكن مستقبلاً أن نجمع هذا الدواء مع واحد من الاستاتينات وحيث إن هذه الأدوية تعمل بآليات مختلفة فنحن نأمل في أن يسبب الجمع بينها انخفاض 80% من LDL.
وتقوم إحدى شركات الأدوية بتطوير مجموعة من الأدوية في دواء واحد حالياً ويسمى أدفيكور Advicor وعلى الرغم من أن هذا الدواء يشمل نوعين من الأدوية وهما متوافران حالياً بوصفة طبية (لوفستاتين أو ميفاكور ونياسبان) إلا أن إدارة الأغذية والأدوية لازالت تعتبر أن هذا الدواء جديداً يتطلب إجراء تجارب ، وهنا يجب أن نتذكر أن نياسبان يخفض أيضاً البروتينات الدهنية (a) والتي ثبت أنها عامل مهم في الإصابة بأمراض القلب .
عندما نتحدث عن علاج الدهون الثلاثية نجد أمامنا حالياً صنفين فقط من الأدوية : مشتقات فيبريك أسيد أو أحماض الألياف (لوبيد وتريكور) ونياسين (نياسبان) ولا أعرف أية أدوية جديدة للدهون الثلاثية يمكن أن تكون في المستقبل وعلى الرغم من أن كل الاستاتينات لها بعض القدرة على تخفيض الدهون الثلاثية ويظهر أن سوبر استاتينات تخفض الدهون الثلاثية بنسبة 19% تقريباً ومشتقات فيبريك أسيد Fibric acid متوفرة في أوربا وهذه المشتقات تشمل بيزافيبرات bezafibrate وسيبروفيرات ciprofirate.
فإذا كانت مشكلتك هي انخفاض كولسترول HDL فيجب أن تعرف أنه يحتمل حدوث ثورة في العلاجات الجديدة عبر السنوات القادمة وعلى الرغم من أن مستوى كولسترول HDL يمكن أن يتحسن أحياناً بشكل جذري عن طريق نياسين (نياسبان) أو مشتقات فيبريك أسيد (لونيد وتريكور) وليس هذا دائماً هو الحال وعدم قدرتنا على زيادة كولسترول HDL بفاعلية ينبع من عدم فهمنا الكامل لطريق أيض HDL ولحسن الحظ لقد تحسن فهمنا كثيراً على مدى السنوات القليلة الماضية.
وفي عام 1996 تم تحديد أو مستقبلات HDL الذي وجد أولاً على خلايا الكبد ،قام باكتشافه الدكتور "سوزان أكتون" و"ومونتي كريجر" وزملاؤهما في معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا بالاشتراك مع الدكتور "هيلين هوبس" والدكتور "كاثرين لاندشولتس" من المركز الطبي في جامعة تكساس، ويطلق على هذا المستقبل اسم "المستقبل كناس البقايا من الدرجة B (ٍٍٍٍSR-BI) وهو يسمح لكولسترول HDL بالسقوط عند الكبد حيث يمكن إدماجه في أحماض الصفراء ويمر إلى الأمعاء حيث ينتهي به الأمر إلى الغائط.

لقد حدث اكتشاف عظيم وأكثر إثارة في سنة 1999 على يد الأطباء "إنجيلا بروكسي ويلسون" و" مايكل هايدي" وزملائهما من فانكور بريتبش كولومبيا حيث اكتشفوا جين ABC1 وحددوا دوره في أيض HDL ولقد استطاع الدكتور"بروكسي" وزملاؤها أن يعرفوا ماذا يفعل هذا لجين ABC1 عن طريق عمل دراسة على الأشخاص الذين يعانون عيوباً في هذا الجين.
إن مرض تانجيير"Taingier" تم تشخيصه لأول مرة من قبل الدكتور "دونالد فريدريكور" الذي كان يعمل في المعاهد القومية للصحة وعندما جاء طفل عمره خمس سنوات من جزيرة "تانجيير" في "فيرجينيا" إلى عيادته كان الطفل مصاباً باللوزتين البرتقاليتين (الناتجة عن تجمع الكولسترول داخل اللوزتين) وأيضاً مشكلات عصبية في يديه وقدميه (سببها أيضاً تجمع الكولسترول) ومستوى HDL لا يكشف وكان والدا الطفل مصابين بانخفاض مستوى HDL (في حدود 20 إلى 25 ملجم/دل).
ولقد قرر الدكتور أن هذا مرض من صفة متنحية (كل واحد من الوالدين مصاب بجين واحد لهذا المرض ولكن لم يظهر عليهما المرض شاذ لأن لديهما جيناً واحداً طبيعياً ولكن الطفل ورث جيناً شاذاً من كلا الوالدين ولذلك ظهر عليه مرض تانجيير Tangier)

خريطة دليل الكوليسترول السابق