50 ـ لا تتخلى عن الأمل ولابد أن تتعلم الكثير عن الإجراءات الطبية والأدوية الحديثة. (7)

كما ذكرنا في بداية حديثنا عن HDL فقد اكتشفت مجموعة الدكتورة"سوزان أكتون" في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا نوع المستقبل B الكناس أو SR-BI وهو مستقبل HDL ومن ثم تنظر بعض المجموعات العلمية إلى SR-BI كهدف لتغيير أيض HDL على أمل تقليل الإصابة بأمراض القلب والأوعية.
كم ذكرنا أحياناً يتفاعل جزئ HDL مع جزيئات دهنية أخرى ويعطيها الكولسترول لتتعامل معهد ولكي يعطى جزئ HDL الكولسترول لجزئ دهني آخر يصبح من الضروري وجود مرافق والمرافق هو أحد البروتينات ويسمى بروتين كولسترول إيستر ترانسفير Cholestrol Easter Transfer Protein أو (CETP) (بروتين ناقل الكولسترول).
ويوجد في اليابان عدد من الأسر المصابة باختلالات في CEPT (بروتين ناقل الكولسترول) والنتيجة هي ارتفاع مستوى كولسترول HDL وانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب.
ويعتقد الباحثون ـ لعدد من الأسباب ـ أنه إذا أمكن عند عمد جعل CEPT معيبا فيمكن أن يرتفع مستوى HDL ويمكن أن نقلل خطورة الإصابة بأمراض القلب وهناك شركتان تعملان بنشاط على تطوير مثبطات CEPT (بروتين ناقل الكولسترول) (وهما شركة "فابزر" و"آفات" لأدوية المناعة) ولقد وجدت شركة "فابزر" في دراسة أولية أن دواء CP-529,414 يمكن أن يرتفع مستوى HDL بنسبة 70% تقريباً .
لكن رفع مستوى HDL لا يعني بالضرورة أن الأخطار القلبية سوف تنخفض ففي الحقيقة قد أصيب بعض اليابانيين بالأمراض القلبية رغم وجود CETP المعيب مستوى HDL وعلى الرغم من ذلك فإن مثبطات CEPT تبدو واعدة في هذا المجال.
وقد يكون من الممكن أن نؤثر في HDL ونعكس انتقال الكولسترول بدون أن نضطر إلى زيادة مستوى HDL وشركة إيسبريون للأدوية هي شركة أدوية بيولوجية تركز على اكتشاف وتطوير علاجات تستهدف التأثير في كولسترول HDL وفي نوفمبر سنة 2000 أكملت شركة إيسبريون المرحلة الأولى من برنامجها العلاجي التجريبي المسمى "الحويصلات أحادية الرقائق الضخمة" Large Unilamellar Vesicles(LUV).
وهذه الشركة نفسها مشتركة في برنامج طبي سريري تجريبي في المرحلة الأولى ويسمى (AIM)Apo A-I Milano وهي تجارب صغيرة معتادة للتأكد من سلامة أحد الأدوية ويعطى الدواء عامة لعدد ضئيل من المتطوعين الأصحاء.
في المرحلة الأولى من برنامج LUV يتم إعطاء متطوعين أصحاء جرعات فردية ومزدوجة من LUV وهي جزيئات كروية مصنوعة من الدهون يمكنها أن تعيد الدوران عبر الشرايين وتزيل الكولسترول من الدورة الدموية ومن الخلايا الموجودة في جدران الشريان ويقوم دواء LUV بنقل الكولسترول إلى الكبد.
فإذا كان هذا الدواء يستطيع إزالة الكولسترول من الشرايين وخاصة شرايين القلب يصبح من المحتمل أن يمنع الإصابة بأمراض القلب حتى بدون ارتفاع مستوى HDL.
وتشمل تجارب AIM على الحقن الوريدي لمادة AIM التي هي نوع آخر من Aplat (مكون رئيسي في HDL الطبيعي) ويوجد هذا المكون لدى مجموعة قليلة من الناس في شمال إيطاليا وهؤلاء الناس مصابون بانخفاض مستوى HDL لكنهم لا يصابون بأمراض الشرايين التاجية (أليس هذا تناقضاً ظاهرياً؟ إننا نأمل في أن يقي AIM الإنسان من أمراض الأوعية الدموية عن طريق استخلاص أو نزع الكولسترول من جدار الشريان ونقله إلى الكبد لكي يتم التخلص منه وفي تجربة المرحلة الأولى ثبت Apo A-I يحاكي وظيفة HDL.
أما تجارب المرحلة الثانية لهذا الدواء فهي في طور الإعداد الآن ولاشك أن السنوات القليلة القادمة سوف تأتي معها بعلاجات جديدة ومثيرة لأولئك المصابين بانخفاض مستوى HDL.
ولقد أكدت طوال هذه المناقشة دور HDL في عكس انتقال الكولسترول وعلى الرغم من أن هذا قد يكون أهم دور لــ HDL فمن غير المحتمل أن يكون ذلك هو السبيل الوحيد الذي يقوم به HDL لوقايتنا من أمراض القلب والأوعية.
فمعروف عن HDL أن له آثاراً قوية كمضاد للأكسدة وفي سياق أمراض القلب والأوعية فإن دور مضاد الأكسدة هو منع كولسترول LDL من أن يصبح مؤكسداً والأكسدة هي عملية كيميائية تحدث داخل الدورة الدموية وعندما يصبح LDL مؤكسداً يكون من السهل أن يصل إلى جدار الشريان حيث يتأكسد ويساهم في الإصابة بتصلب الشرايين ولكي يصل LDL إلى جدار الشريان لابد أن يربط نفسه بالخلايا المبطنة للشريان .
وأسهل وسيلة لفعل ذلك هو أن يربط نفسه بشئ يسمى جزيئاً لاصقاً أما HDL فهو يمنع التصاق هذه الجزيئات بالخلايا المبطنة مما يصنع حاجزاً واقياً ويجعل من دخول LDL إلى جدار الشريان أمراً صعباً .
ويقوم أيضاً HDL بمنع الصفائح الدموية من التكتل مع بعضها (والصفائح الدموية هي خلايا التجلط الدموي) لأن النوبة القلبية تنتج عن ترسب الكولسترول مع تكون جلطة الدم على قمتها لذا فإن منع الجلطات مهم جداً في الوقاية من النوبات القلبية.
إن الأهمية النسبية لآثار HDL الإضافية غير معروفة حالياً،ولكن من المرجح اكتشافها قريباً.
ومهما كانت مشكلة الدهون لديك فمن المحتمل جداً أن أنواعاً من العلاجات المطورة والمحسنة سوف تصبح متوفرة في السنوات القادمة.
ولكن من المهم أن تتذكر أن النظام الغذائي والتمارين الرياضية لا زالت هي حجر الزاوية في معالجة الكولسترول فيه لا تحميك فقط من أمراض القلب والسكتة الدماغية ولكنها أيضاً ضرورية للوقاية من كثير من الأمراض المزمنة ومع ذلك يظل هناك كثير من الحالات التي يفشل معها الغذاء والرياضة في تصحيح مشكلة الدهون لدى الشخص وفي هذه الحالة لا تخشى أن تتقبل الطب الحديث .
التالي
خريطة دليل الكوليسترول السابق