ماذا تعرف عن الكوليسترول؟

أتذكر جيداً عندما كان الأطباء يعتبرون أن المستوى الطبيعي للكولسترول هو 300 ملجم/ديسلتر ، كيف كان ذلك يتم ؟ إن ما يسمى طبيعي حسب التقييمات المعملية كان يتقرر مع أقل نسبة ثم يؤخذ المتوسط المتراوح بينهما ويطلق عليه "طبيعي" وفي بلد مثل الولايات المتحدة الأمريكية يعاني فيه حوالي مليون ونصف المليون من البشر النوبات القلبية ، ونصف مليون شخص يموتون من الأمراض القلبية ، فإن كلمة "طبيعي" تصبح غير مرغوب فيها .
وفي المعهد القومي للقلب (أو ما يسمى اليوم بالمعهد القومي للقلب والرئة والدم ) في الولايات المتحدة تم إجراء دراسة فرامنجهام
"Framingham" عن القلب ، وهي دراسة طموحة عن أسباب أمراض القلب والأوعية الدموية ، ولقد عرفنا من هذه الدراسة أن ارتفاع مستوى الكولسترول يشكل عاملاً خطيراً للإصابة بمرض قلبي (ذبحة صدرية ، أو نوبة قلبية ، أو جراحة تحويلية في الشريان أو تقويم الأوعية جراحياً ).
لكن ما الكولسترول بالضبط؟ ولماذا يوجد الكولسترول في الدم ؟ وإذا كان المستوى "الطبيعي" القديم للكولسترول يعتبر مرتفعاً جداً فما المستوى الآمن والمقبول ؟
إن الكولسترول هو مادة شمعية بيضاء ، توجد في بعض الأطعمة التي نتناولها ، وهو أيضا يصنع بواسطة كل خلايا الجسم ، ولكن أهمها خلايا الكبد ، وبعض الكولسترول ضروري للصحة الجيدة ، فهو ليس مكوناً مهماً لجدران الخلايا فقط ، لكنه أيضاً ضروري لإنتاج هرمونات معينة ، وبالنسبة لأغلب الناس ، يصنع الكبد ما بين 70% و75% من الكولسترول في الدم ، أما نسبة 25% أو 30% الباقية فتأتي من الطعام الذي يتناولونه.

ويمكن أن يرتفع مستوى الكولسترول عند أي شخص لأسباب متنوعة ، وهناك عدد من حالات الخلل الوراثي التي قد تسبب زيادة كبيرة في إنتاج الكبد للكولسترول ، أو ضعف قدرة الكبد علي تخليص الدم وتنقيته من الكولسترول ، لذا فهناك أمراض معينة ترتبط بارتفاع مستوى الكولسترول ، وتشمل هذه الأمراض على البول السكري ، وأمراض الكلية ، والكبد , الغدة الدرقية ،كما أن هناك بعض الأدوية تسبب ارتفاع الكولسترول ،وأخيراً ، بالنسبة لكثير من الناس فإن الغذاء الغني بالدهون والسعرات الحرارية والكولسترول ، هو المسئول عن إصابتهم بالأمراض .
وعندما نتحدث عن النظام الغذائي فإن الدهون والسعرات الحرارية (وليس الكولسترول الغذائي) هما أسوأ الأسباب الممرضة ، فعندما يستهلك الشخص دهوناً بإفراط ، يصبح الكبد أقل كفاءة في تخليص الدم من الكولسترول ،وبالنسبة لكثير من الناس ، فإن الإفراط في تناول سعرات حرارية يتسبب في زيادة إنتاج الكولسترول بواسطة الكبد ، وتناول الكولسترول الغذائي له بعض التأثير في مستوى الكولسترول في دم أي شخص ، ولكن هناك سقفاً أو حداً أقصى لذلك وعلى سبيل المثال ، لو أن شخصاً من عادته أن يستهلك حوالي 100مجلم من الكولسترول يومياً ثم رفع من ذلك المعدل إلى 400ملجم يومياً ، فيمكنه أن يتوقع زيادة كبيرة في نسبة كولسترول الدم (بالنسبة لبعض الناس يمكن أن تكون الزيادة حوالي 60 ملجم /ديسيلتر) إذا قفز نفس الشخص من 400 إلى 1000 ملجم من الكولسترول عنده لن يرتفع أكثر مما هو عليه ، وهذا "السقف" هو السبب في أن بعض الناس يدعون أن البيض ليس له أي تأثير على الكولسترول لديهم ، فهم بالفعل فوق سقف الـ 400 ملجم في اليوم إننا نركز أساساً في عيادتنا على الدهون ، ولكن لأن الدهون والكولسترول يكونان عادة حزمة واحدة مع بعضهما ، فإن نظامنا الغذائي يقيد الناس ويلزمهم بتناول حوالي 100 ملجم من الكولسترول الغذائي .
ولكي تحدد ما إذا كان مستوى الكولسترول لديك قد يعرضك لخطر الإصابة بأمراض القلب ، فلابد أن تجري قياساً لمستوى الكولسترول لديك ، ولكي تقوم بقياس مستوى كولسترول الدم بدقة ، لابد أن تصوم لمدة 12 ساعة قبل عمل الفحص ، مع أنه من الممكن يقيناً أن يتم قياس مستوى الكولسترول عندما يكون الشخص غير صائم ، إلا أن الأطباء يمكنهم الحصول على صورة أكثر تكاملاً عن حالة الكولسترول عندما تكون صائماً ، وعندما تحصل على نتائج فحص الكولسترول ، يمكنك أن تستخدم الجدول التالي لتحدد ما إذا كان لديك مشكلة مع الدهون في الدم .
دهون الدم
المستوى الطبيعي
الكولسترول الكلي
أقل من 200ملجم/ديسيلتر (إذا لم يوجد مرض بالشريان التاجي)
أقل من 150 ملجم/ديسيلتر (إذا وجد مرض بالشريان التاجي )
الدهون الثلاثية
أقل من 150 ملجم/ ديسيلتر (إذا لم يوجد مرض بالشريان التاجي )
أقل من 100 ملجم /ديسيلتر (مع وجود مرض بالشريان التاجي )
كولسترول ذو دهون منخفضة الكثافة
أقل من 130 ملجم /ديسيلتر (إذا لم يوجد مرض بالشريان التاجي )
أقل من 100 ملجم /ديسيلتر (إذا وجد مرض بالشريان التاجي )
كولسترول ذو دهون عالية الكثافة
أكبر من 45 ملجم /ديسيلتر


خريطة دليل الكوليسترول السابق