عوامل تساعد على قصور الشرايين التاجية :ثانياً الكوليسترول (1)


من المهم جدا أن يعرف كل شخص نسبة الكولسترول في دمه ، وذلك من خلال تحليل بسيط جدا يجري بعد أخذ عينة صغيرة من دم المريض ، ولكي تكون النتيجة دقيقة يجب الصيام التام عن جميع المأكولات قبل التحليل باثنتي عشرة ساعة على الأقل ، كما لابد من تحليل الكولسترول بأنواعه الأربعة ، حيث يقوم الطبيب بتحديد موقف كل شخص من خلال بعض المعادلات التي تأخذ في الاعتبار العلاقة بين الكولسترول المفيد (HDL) والكولسترول الضار (Total ,LDL , TG) ، ويعتبر عنصر الوراثة أهم وأخطر العوامل المؤثرة في وقوع الإصابة بأمراض الشرايين التاجية نظراً لأنه لا توجد أية وسيلة للسيطرة عليه ، وإذا قمنا مثلا بتحليل نسبة الكولسترول عند جميع المرضى الذين تعرضوا للإصابة بجلطة في الشريان التاجي فسوف نجد أن حوالي 15ـ20% فقط منهم يعانون من ارتفاع نسبة الكولسترول وأن نسبة المدخنين منهم حوالي 30ـ40% فقط ، إذن لماذا أصيبوا بهذا المرض ؟ الإجابة هنا أن الإصابة بهذا المرض عملية معقدة جداً ، وهناك عوامل وعناصر متشابكة تتفاعل مع بعضها البعض قبل أن تظهر أعراض المرض علي المريض ، وكثيراً ما نجد أمثلة لأفراد في المجتمع من المدخنين بشراهة لا يصابون بالمرض بينما قد نجد شخصاً آخر لا يدخن وليس عنده ارتفاع في نسبة الكولسترول أو الضغط ولكننا نفاجأ بإصابته بقصور في الشرايين التاجية ! والسبب هنا أن عنصر الوراثة  يعتبر العنصر المؤثر الذي يساعد على اختراق الكولسترول الموجود بالدم لجدار الشريان التاجي عن طريق عملية الأكسدة ، ثم يترسب على جدار الشريان مما يؤدي إلى ضيق في قطره وإعاقة تدفق الدم اللازم لتغذية العضلة .
هذا وقد أثبتت البحوث الطبية العلاقة الوثيقة بين تعاطي المأكولات الغنية بالكولسترول وزيادة نسبة الكولسترول بالدم ثم الإصابة بأمراض تصلب الشرايين التاجية والمضاعفات الناتجة عنها في وقت لاحق ، كما أثبتت البحوث العديدة أيضا أن السيطرة على نسبة الكولسترول بالدم من خلال تقويم أسلوب ونوعية الأكل مع تعاطي بعض الأدوية لهذا الغرض ، تستطيع أن تقلل من احتمالات الإصابة بتلك الأمراض ، وحالياً هناك العديد من البحوث التي تحاول التوصل إلى علاج لعنصر الوراثة عن طريق الهندسة الوراثية ، حيث قد يصبح في الإمكان يوماً ما السيطرة على الجينات المسئولة وترويضها بحيث تصبح غير ضارة لحاملها.
وفي النهاية نود أن نوضح أن السيطرة على مستوى الكولسترول بالدم لا تعني الامتناع التام عن جميع أنواع الطعام التي تحتوي على الكولسترول بقدر ما تعني ترشيد أسلوب تناولها ، إذ الحقيقة أن الجسم يحتاج لنسبة من الكولسترول والدهنيات لإمداده بالطاقة المطلوبة .