تشخيص سرطان البروستاتا


لما كان الورم الخبيث في مراحله الأولى خفياً لا يسبب أعراضاً تدفع المريض إلى استشارة الطبيب فقد تنامى أسلوب المسح العام لكبار السن للاكتشاف المبكر للحالات في المراحل الأولى وتتلخص وسائل الكشف المبكر في ثلاثة أساليب:
أولاً : الفحص الشرجي لملمس البروستاتا وحجمها وليونة نسيجها والبحث عن عقد صلبة متغلظة فيها تثير الاشتباه.
ثانياً : تقدير أنتيجين البروستاتا  النوعي في الدم :
تفرز البروستاتا هذه المادة في الأصحاء، حيث تنقلها القنوات إلى الخارج كجزء من السائل المنوي ويتسرب منها إلى الدم حيث
يمكن بالوسائل المعملية المناعية تحديد تركيزها وهو من صفر إلى 4 نانوجرام في السنتيمتر وعند حدوث التضخم الحميد يكبر حجم البروستاتا وتزداد خلاياها المفرزة لهذه المادة وربما أدى هذا الارتفاع نسبتها في الدم ارتفاعاً يتناسب مع زيادة الحجم وهو طفيف في الأغلب ،أما في حالات السرطان فيتضاعف عدد الخلايا وبحكم شذوذ النسيج فإن إفرازاتها لا تصل إلى قنوات مما يؤدي إلى تسربها إلى الدم كلية فيعلو تركيزها بشكل ملحوظ وعند تكون ثانويات للورم فإن التركيز يرتفع أكثر وأكثر بالطبع.
ثالثاً: فحص البروستاتا بالموجات الصوتية عن طريق الشرج:
وهو يمثل نقطة تحول في تشخيص أورام البروستاتا إذ إن هذا الفحص السهل الذي يجري دون تحضير أو تخدير يمكن الطبيب من تحديد حجم البروستاتا كما يوضح أي تغيير في النسيج نفسه وبذا يحدد المناطق التي يشتبه وجود السرطان فيها ومن خلال هذا الفحص يتمكن الطبيب من توجيه آلة خاصة إلى مناطق الاشتباه ويتناول بها عينات للفحص الباثولوجي الذي هو الفيصل في وجود السرطان أو عدمه.
إن هذه الوسائل الثلاث للتشخيص المبكر تعتبر حلقات متكاملة في مجال اكتشاف الورم في مراحله الأولى وقبل إدخالها لم تكن لدينا من وسيلة للتشخيص سوى الفحص الشرجي ، الأمر الذي لا يمكن الركون إليه حيث إن الأورام في مراحلها المبكرة لا تسبب عقد صلبة أو تغيراً في الملمس ومن هنا كانت الإحصاءات القديمة محبطة للغاية إذ ورد فيها أن أربعين في المائة من حالات سرطان البروستاتا تكون قد انتشرت وتناثرت أورامها الثانوية قبل التأكد من التشخيص.

خريطة دليل البروستاتا السابق