تاريخ المرض ومراحله:


يظهر سرطان البروستاتا في الجزء الخارجي الخلفي من الغدة بعكس التضخم الحميد الذي ينمو في الجزء الداخلي المحيط بمجرى
البول وينتشر موضعياً داخل أنسجة البروستاتا ثم يجتاح الحافظة ليغزو أقرب المناطق إليه وهي الحويصلات المنوية ونهاية الوعاء الناقل وقد يجتاح النهايات السفلى للحالبين عند الجدار الخلفي للمثانة فيسبب انسدادها وتمدد الكليتين بالبول المحتجز.
كما ينتشر عن طريق الأوعية الليمفاوية الموجودة بالحوض وينتشر عن طريق الدم ،فتنمو ثانوياته في الكبد والرئتين والمخ والنخاع الشوكي ،ولسرطان البروستاتا ميل شديد إلى بث ثانوياته في العظام وبالأخص عظام الحوض والعجز أو العمود الفقري والأضلاع وربما ظهرت أيضاً في عظام الأطراف وتنمو الأورام الثانوية مسببة الكسور.
وقدر جرى العرف على تقسيم خط سير هذا المرض إلى المراحل الإكلينيكية الآتية:
مرحلة أ :
حيث يكب:السرطان موجوداً في البروستاتا بينما لا يتمكن الطبيب عن طريق الفحص الشرجي من اكتشاف أي تغير في ملمس البروستاتا ،اللهم إلا التضخم الحميد إن كان موجوداً بالنسبة للسن المتقدم للمريض ورغم الملمس البرئ فإن الأشعة الصوتية والعينة الباثولوجية تثبت وجود السرطان فإذا ثبت أن الورم قليل الضراوة وحجمه لا يتجاوز 5% من حجم البروستاتا جاز للطبيب أن يعتبره سرطاناً مستكناً لا يستدعي علاجاً وأن يتابع الحالة بتقدير مستوى أنتيجين البروستاتا النوعي في الدم ،أما إذا تجاوز الحجم 10% وجب أن يعامل كسرطان صريح ويعالج بالاستئصال الجذري أو الإشعاع.
مرحلة ب :
مرحلة: الفاحص بوجود عقدة صلبة وسط الغدة أو صلابة غير طبيعية في ناحية فيها دون أن تمتد إلى خارجها ومثل هذه الحالات تعالج أيضاً بالاستئصال الجذري أو الإشعاع.
مرحلة : جـ:
أولاً:لورم الحافظ ويبدأ في غزو ما حوله وهي مرحلة لا ينصح فيها بالاستئصال الجذري ويفضل العلاج الإشعاعي.
مرحلة د:
في هذه المرحلة الأخيرة يكون المرض قد أفلت تماماً من الإطار الموضعي وبث الأورام الثانوية في الغدد الليمفاوية أو العظام أو الأحشاء وهنا يستبعد العلاج الموضعي تماماً ويلجأ الطبيب إلى الأسلوب الهرموني.
مما تقد يتبين للقارئ أن الخط العلاجي متوقف تماماً على تحديد دقيق لمرحلة المرض وبغير ذلك فقد يفقد المريض فرصة الشفاء الكامل أو يعرض لعملية جراحية كبرى لا تخلو من مضاعفات في الوقت الذي تكون حالته قد تخطت هذه المرحلة وأصبحت الجراحة مقضياً عليها بالفشل ولم يكن هناك داع لإجرائها أو تحمل متاعبها وتكاليفها.
ولتحديد المرحلة يتحتم إجراء بحوث لاكتشاف الانتشار فالانتشار للغدد الليمفاوية يمكن معرفته عن طريق الأشعة المقطعية مصحوبة ببزل الغدد الليمفاوية وفحص عيناتها والانتشار للكبد تظهره الأشعة الصوتية أو المقطعية والانتشار للرئتين تظهره أشعة الصدر العادية والانتشار للعظام يكتشف عن طريق مسح الهيكل العظمي بالنظائر المشعة.

خريطة دليل البروستاتا السابق