2ـ لدى مرضى السكر غير المعتمدين على الأنسولين (السمان وغير السمان)

وهو يشكل 90% من مرضى السكر وهو ينقسم إلى قسمين هما:
أ ـ مرضى السكر في النوع الثاني غير السمان أو معتدلو الوزن ويرجع سبب مرض السكر إلى نقصان قدرة البنكرياس على إفراز الأنسولين أي أن البنكرياس يفرز كمية ولكن لا تكفي للسيطرة على جلوكوز الدم وتركيز الأنسولين في دمه أقل من الشخص الطبيعي.
ب ـ مرضى السكر النوع الثاني في السمان وهو يشكل 80% من النوع الثاني ويرجع سببه إلى أن المريض بسبب تعاطيه كمية كبيرة من المواد الغذائية وامتلاء جميع الأنسجة الدهنية في جسمه وخاصة في البطن وإن الخلايا الدهنية أصبحت ممتددة وممتلئة بأقصى ما يمكن ولم تعد تستطيع تخزين كميات أكبر وأن مخازن الجلايكوجين لا تستوعب أكثر من طاقتها فإن الجلوكوز يبقى متوفراً بكمية كبيرة وفائضة عن حاجة الجسم لعدم قدرة الجسم على تخزينه بشكل دهون أو بشكل الجلايكوجين وارتفاع الجلوكوز في الدم ينبه إفراز الأنسولين مما يسبب زيادة تركيز الأنسولين في الدم لمحاولة حث الخلايا على إدخال وتخزين كمية أكبر من الجلوكوز وهذا ما يسمى بفرط في الدم Hyper Insulinemia أي أن في هذا النوع نجد كمية الأنسولين في دمه أعلى من الشخص الطبيعي ويصل الأمر أن تركيز السكر لا يستطيع إحداث تنبيه أكبر لإفراز الأنسولين ما لم يعطى منبهات أقوى لخلايا بيتا مثل مركبات السلفونايل يوريا وكميات خارجية من الأنسولين وهذه تزيد الأمر تفاقماً ما لم يتبع نظام الحمية وإذا لم يتبع نظام الحمية فإن الفشل سوف يحدث.
وهذا ما يدل على أن الخلل الحادث هو ليس في مستقبلات الأنسولين الموجود على مختلف أنسجة بل في ما بعد المستقبلات أي أن الأنسولين ينبه مستقبلات الخلايا ولكن مرحلة ما بعد المستقبلات لم تعد تستجب كما في السابق أما عندما ينقص وزنه يبدأ مستوى السكر في دمه يتحسن وتقل كمية الأنسولين إلى المستوى الطبيعي وتزيد الاستفادة من جلوكوز الدم.
وهذا الكلام صحيح على الأقل في الأشخاص الذين يكون مرض السكر غير متقدم واكتشف مبكراً ونصف مرضى السكر من النوع الثاني لا يحتاجون إلى العلاج بالأدوية المضادة للسكر الفموية ويكتفي بعلاجهم بالحمية وتنظيم الغذاء والتمارين.
وكلاً النوعين إذا استمر المريض لفترة طويلة بدون معالجة فإن البنكرياس سوف يرهق ويفقد قدرته على إفراز الأنسولين وقد يتحولون إلى النوع الأول Type I ويحتاجون إجباراً إلى المعالجة بالأنسولين.
وفي النوع الثاني وجود كمية الأنسولين تمنع تكون الحماض الكيتوني لأنها تسمح باستخدام كمية لا بأس به من السكر الذي يجعل كمية دورات كريب تستطيع استيعاب الأحماض الدهنية المتحركة من الأنسجة الدهنية ولا تسمح بانخفاض سكر الدم إلى الحدود الطبيعية وحينما يفرط الإنسان في تناول كمية كبيرة من السكريات قد يصل تركيز جلوكوز الدم أعلى من 400مجلم/100مل أو حتى أعلى من 1000 ملجم/100مل مما يسبب أعراض زيادة أسمولية الدم.

خريطة دليل مرض السكر السابق