العلاج الجراحي (2)


والحق أن الأسلوبين يشتركان في كثير من النواحي فيتساويان ويفوق أحدهما الآخر في أمور ويفوق الآخر الأول في غيرها.
وبعيداً عن المقارنة فواضح أن الاستئصال المنظاري يستدعي غرفة عمليات مجهزة لممارسة هذا النوع من الجراحة ومجموعة من
الأجهزة والآلات الدقيقة وبدائل في متناول اليد إذا تعطل بعضها في أثناء الجراحة كمصدر الضوء للمنظار ومصدر الكهرباء للسلك القاطع وأجهزة الشفط والغسيل المتصل إلى آخر هذه التفصيلات التي يستوثق الجراح من توافرها قبل البدء في العملية أما الجراحة التقليدية فلعل القارئ قد لاحظ اعتمادها الكلي على أصابع الجراح تلك التي تتوافر حتى في مستشفى ريفي صغير وما أكثر ما أجريت بنجاح في أسوأ الظروف ومع أقل الإمكانات ويبدو الاستئصال المنظاري أسلوباً رائعاً من حيث إن المريض يغادر المستشفى بعد أربعة أو خمسة أيام بينما يبقى مريض العملية التقليدية بالمستشفى مدة تتراوح بين أسبوع واثني عشر يوماً في المتوسط وهذا الأمر أصبح بالغ الأهمية في هذا الزمن الذي ارتفعت فيه تكاليف الإقامة بالمستشفيات.
وتعد عملية الاستئصال المنظاري هي المفضلة بوجه عام إلا أنه ينبغي أن نستلفت النظر إلى أن غالبية جراحي المسالك البولية يفضلون العملية التقليدية إذا كان التضخم كبيراً يتجاوز 60 جراماً في الوزن بينما يفضلون الجراحة المنظارية إذا كان التضخم صغيراً أو متوسطاً وربما أضفنا أن الذين تجرى لهم العملية بالمنظار القاطع قد يحتاج بعضهم 28% إلى تدخل جراحي ثان في ظرف 8 سنوات وذلك لاستئصال جزء ترك من التضخم عن غير عمد أو لشق ضيق في مجرى البول ترتب على العملية السابق إجراؤها.
أما المضاعفات المشتركة التي قد تحدث بعد الجراحة أيا كان نوعها فهي النزيف والعدوى الميكروبية وسلس البول أو ضيق مجرى البول ، هذا إلى جانب المضاعفات الجراحية العامة كتجلط أوردة الساق وجلطة الرئة أو الشريان التاجي أو هبوط القلب أو الالتهاب الرئوي.
وليطمئن القارئ إلى أن المضاعفات في تناقص مستمر لتحسن وسائل التشخيص المبكر والعلاج الفوري.

خريطة دليل البروستاتا السابق