البداية 2

وكما أسلفنا ، فإن ما يحدث في مريض الحساسية بعد تعرضه لمسببات الحساسية يختلف حسب مكان حدوث التفاعلات المناعية. فإذا ما جرت هذه التفاعلات في الجهاز التنفسي ، فإنه قد تحدث تقلصات في الشعب الهوائية وضيق في التنفس. كما قد تسبب المواد الكيميائية التي تفرزها الخلايا المناعية في توسيع الشعيرات الدموية الدقيقة ، مع حدوث "نز" للبلازما في الشعب الهوائية وازدياد ضيق التنفس. وإذا حدث توسيع للشعيرات الدموية في الجلد ، فإن ذلك يؤدي إلى ظهور الأرتكاريا.
ويمكن تتبع بعض ما يحدث في التفاعلات المناعية السابقة عن طريق قياس نسبة الجسم المناعي "IgE" الكلي ، والكمي (النوعي ، أي الخاص بأنتيجين معين) ، وقياس عدد الخلايا الحمضية (الإزينوفيل) في الدم والبصاق وإفرازات الأنف. وتحتاج بعض الحالات إلى قياس الهستامين ومواد كيميائية أخرى ، أما قياس بعض الإنزيمات والسايتوكاينز ، فهو أمر باهظ التكاليف، ويقتصر في الغالب على الأبحاث. كما أن دراسة نوعية الخلية "ت" مهمة ، ولكنها ليست دائماً متاحة في كثير من المعامل.
وتلعب الخلية "ت" دوراً مهماً في حدوث أمراض الحساسية. وهناك ـ كما ذكرنا ـ عدة أنواع من الخلية "ت" ، أهمها خلية "ت" المساعدة ، وخلية "ت" الكابتة . وخلية "ت" المساعدة تنقسم بدورها إلى خلية "ت" المساعدة 1 ، وخلية "ت" المساعدة 2 . والنمط الظاهري للإنسان الطبيعي الذي لا يعاني من أمراض الحساسية ، هو أن تكون معظم خلايا "ت" المساعدة فيه من النوع "ت" المساعدة 1. أما المرضى بالحساسية ، وخاصة الحساسية التأتبية أو الوراثية، فيغلب على النمط الظاهري فيهم خلية "ت" المساعدة 2 ، وتظهر الحساسية في هؤلاء الأشخاص على هيئة إكزيما وحساسية بالأنف وربو شعبي.
خريطة دليل الحساسية السابق