وسائل الإقلاع عن التدخين 2ـ الإقلاع التدريجي


أول وسائل الإقلاع عن التدخين هي التدخين بأضراره ، فكلما زادت معرفة المدخن بأضرار التدخين كلما اقتنع بخطورة هذه العادة ، ولتكن أول خطوة هي القراءة في هذا المجال والحديث المتكرر مع الأهل والأصدقاء في هذا الموضوع حتى يستطيع العقل الباطن أن يستوعب مدى الخطورة الحقيقية التي تواجه المدخن ، عندئذ يستطيع أن يدخل في المرحلة التالية وهي أن يبدأ المدخن في تحديد اللحظات التي تعود على التدخين فيها ، وهي تختلف من شخص لآخر ، فقد يشعر البعض أن السيجارة بعد أكلة دسمة مقدس بينما يشعر شخص آخر أن أهمها هي تلك التي تأتي في بداية اليوم ، وقد يشعر ثالث أن أهم سيجارة هي تلك التي يدخنها عند قيادة السيارة مثلاً ، وهنا يجب على الشخص أن يهتم بالتعامل مع تلك المؤثرات التي تذكره بالتدخين ، فقد يبدأ مرحلة التخلص من السيجارة مثلاً بأن يؤجل موعد أو سيجارة ، فإذا كان قد تعود أن تكون أول سيجارة بعد الفطور مباشرة فليحاول أن يجعلها الساعة 12 ظهراً مثلاً ،وإذا تعود على السيجارة مع القهوة يحاول أن يتعود على القهوة دون سيجارة ، والهدف هنا أن يكسر عملية التعود والربط بين عاداته اليومية والتدخين وبالطبع فهي عملية ليست سهلة في البداية ويحتاج المدخن هنا لبعض المساعدة التي قد تأتي في صورة بديل للسيجارة مثل قطع الحلوى أو تناول الخيار أو الجزر ، كذلك يجب الاهتمام بالتحدث مع الأصدقاء في هذا الموضوع وطلب مساعدتهم للإقلاع عن هذه العادة السيئة حتى لا يستمروا في الدعوة لمشاركتهم التدخين.
كذلك فمن المفيد جداً أن يقوم المدخن بكتابة كل المواقف اليومية التي يجد نفسه يدخن فيها تدريجياً بالامتناع عن التدخين أثنائها ، فيبدأ بالامتناع أولاً عن التدخين أثناء شرب القهوة ، ثم بعد فترة يبدأ في الامتناع عن التدخين بعد الأكل ، ثم بعد فترة أخرى يمتنع عن التدخين عند قيادة السيارة ....وهكذا يجد نفسه تدريجياً قد استطاع أن يقلص عدد السجائر التي يدخنها يومياً حتى يصبح الإقلاع التام هدفاً من الممكن الوصول إليه .
كذلك قد يلاحظ المدخن أن يدخن الكثير من السجائر بطريقة أوتوماتيكية بحكم العادة وليس الحاجة ، فقد يجد يده تمتد إلى السيجارة بغض النظر عن إحساسه الحقيقي بالحاجة إليها !، وهنا عليه أن يقف قليلاً ليفكر : هل أنا فعلاً في حاجة إلى تلك السيجارة أم هي مجرد حركة لا شعورية ؟ وإذا انتظر لمدة دقيقة واحدة قبل إشعالها فقد يجد أنه لا يحتاجها.
ومن الممكن لتسهيل ذلك أن يتعمد وضع علبة السجائر بعيداً عن مرمى بصره كأن يضعها في درج المكتب أو أن يتركها في السيارة عند الذهاب إلى العمل وبالتالي يصبح من الصعب عليه الحصول على السيجارة فيقل العدد الذي يدخنه يومياً ، كذلك من الممكن أن يستبدل نوع السجائر الذي يفضله بنوع آخر وبالتالي لا يشعر بنفس المتعة ويصبح الإقلال أسهل .