أولاً: الحساسية الاستنشاقية 6ـ دخان السجائر

يعتبر دخان السجائر من أخطر المواد التي يمكن أن يتعرض لها الطفل في سنواته الأولى في الحياة، حيث إن استنشاقه يمكن أن يسبب حساسية بالجهاز التنفسي وربوا شعبياً. وإذا ما تعرض المرضى بالالتهاب الشعبي (خاصة الأطفال) لدخان السجائر ، فإن ذلك يؤدي إلى التهاب واحتقان الأغشية المخاطية المبطنة للشعيرات الهوائية والشعب الهوائية.وقد يشفى الطفل من هذه الالتهابات ، لكن الحساسية الصدرية تظل للأسف ملازمة له لفترات طويلة من حياته.

وللتدخين مضار كثيرة على المدخن نفسه ، وخاصة إذا كان لديه استعداد للإصابة بأمراض الحساسية ، أو كان مصاباً بالفعل بحساسية الأنف ، فقد تسوء حالته ويصاب بالربو الشعبي . وفي هذا الصدد ، فإننا ننصح المصابين بالربو الشعبي ألا يعودوا أبداً للتدخين بعد تحسن حالتهم ، مما قد يؤدي إلى ارتداد المرض عليهم بصورة أكثر حدة.

(( من أخطر الأمور أن تكون الأم نفسها هي المدخنة ، خاصة إذا كان لديها أطفال في مقتبل العمر ، مما يعرضهم في هذه السن المبكرة للإصابة بحساسية الجهاز التنفسي.كما أن تدخين الأم الحامل له آثار سيئة مؤكدة على الجنين))

وإذا كانت أبسط قواعد الوقاية تدعو إلى عدم تعريض الأطفال والمرضى بحساسية الجهاز التنفسي لدخان السجائر ، فإن ذلك يلقي بمسئولية أدبية على المدخنين ، بأن يمتنعوا عن التدخين في حضور هؤلاء الأطفال والمرضى ، خاصة إذا علمنا أن دخان السجائر يعلق بالحائط وتظل الحجرة معبأة به لساعات طويلة بعد مغادرة الشخص المدخن للمكان. كما ينبغي للأم المدخنة أن تتوقف عن التدخين في حجرة النوم أو حجرة المعيشة أثناء مشاهدتها للتليفزيون لفترات طويلة وقد وضعت رضيعها أو طفلها في حجرها ، مما يزيد من احتمال إصابته بأمراض الحساسية . وإذا كان أحد الزوجين مصاباً بالربو الشعبي ، فيتعين على الزوج الآخر المدخن عدم تعريضه لدخان السجائر الذي يمكن أن يصيبه بأزمات تنفسية حادة.
خريطة دليل الحساسية السابق