أولاً: الحساسية الاستنشاقية 8ـ مسببات استنشاقية أخرى

نصادف في حياتنا اليومية العديد من أنواع الروائح والأدخنة التي قد تسبب حساسية بالجهاز التنفسي ، أو تعرض المرضى بالحساسية الصدرية لأزمات ربوية حادة.
فالأدخنة المنبعثة من الحرائق أو عند شي اللحوم والأسماك والذرة قد تزيد من حساسية الجهاز التنفسي. لذلك ننصح الآباء بمنع أطفالهم من الانتظار أمام بائع الذرة المشوية أثناء عمله، حتى لا يتسرب دخان الفحم لرئتي الطفل مما يعرضه لنوبة من السعال المستمر وضيق التنفس . أما دخان البخور ، فلا مانع من استعماله ، مع مراعاة عدم دخول مريض الحساسية الصدرية إلى الحجرة قبل مرور ساعتين من انتهاء التبخير لنضمن زوال آثار الدخان.

كما تلعب الروائح النفاذة درواً مهماً في حساسية الصدر والجهاز التنفسي ، مثل روائح المبيدات الحشرية والمنظفات والمطهرات المستخدمة في دورات المياه والمطابخ ،البويات ومعطرات الحجرات . وينبغي لمريض الربو الشعبي ألا يمارس بنفسه عملية رش المبيدات أو دهان الحوائط بالبويات وما شابههما ، وقد يسمح له بدخول الحجرة بعد زوال الرائحة ، أي بعد مرور 2-3 ساعات من انتهاء العمل بالحجرة . وفي هذا الصدد ، فإننا ننصح أي خطيبين مقبلين على الزواج ، إن كان أحدهما يعاني من حساسية بالجهاز التنفسي ، ألا يحضر عمليات تأثيث عش الزوجية من أعمال المحارة ودهان الحوائط وخلافه . كما ينبغي الحذر من قطن التنجيد لأنه قد يسبب ارتداد الربو الشعبي على مريض الحساسية ، حتى بعد مرور فترة طويلة على تحسن حالته.

ولا يقتصر الأمر على الأدخنة والروائح النفاذة ، بل إن التغيير المفاجئ في درجة الحرارة أيضاً قد يعرض مريض الحساسية الصدرية لأزمات ربوية ، كما يحدث عند خروج المريض من حمام ساخن بشعر مبلل ثم لا يلبث أن يفتح الثلاجة ليشرب مياه مثلجة أو ليحضر شيئاً ما من "الفريزر".

(( لا يفوتنا هنا أن نحذر من خطورة العادة السيئة لبعض المصابين بالربو الشعبي من الشباب ، في شرب المياه الغازية المثلجة بعد ممارسة مجهود بدني عنيف كرياضة كرة القدم في أيام الصيف الحارة ، مما قد يعرضهم لأزمات ربوية))

وجدير بالذكر أن الأزمات الربوية في بعض الأحيان ، تحدث بعد مرور عدة ساعات من التعرض للمؤثرات السابقة مما يصعب معه التوصل لمعرفة سبب الحساسية بدقة ، خاصة أن المريض لا يفطن في هذه الحالة إلى العلاقة بين هذه المؤثرات وظهور المرض عليه.
خريطة دليل الحساسية السابق