ثانياً : حساسية الأطعمة

كثير من الأطعمة التي يتناولها الإنسان قد تصيبه بحساسية بالجلد أو بالجهاز الهضمي أو بالجهاز التنفسي . وتأخذ حساسية الجلد صورة أرتيكاريا أو إكزيما ، أما حساسية الجهاز الهضمي فتشيع أكثر بين الأطفال الرضع وصغار السن في صورة قئ وإسهال ومغص ، بينما تظهر حساسية الجهاز التنفسي على هيئة آلام بالأذن (تجمع سائل في الأذن الداخلية) أو سعال أو ربو شعبي . وفي بعض الحالات ، تسبب حساسية الأطعمة في ظهور هالات داكنة اللون تحت العينين، وقد تصاحبها تغيرات في شخصية المرء وعاداته كأن يميل للنوم بكثرة أو لليقظة المستمرة أو للعصبية.
ويعتبر اللبن والبيض من أهم الأغذية المسببة للحساسية بين الأطفال خاصة في الشهور الأولى من العمر . وقد تنشأ الحساسية من زلال البيض أو صفاره أو من الاثنين معاً ، ومن اللبن أو كازين اللبن (يصنع منه الجبن) أو شرش اللبن.

وقد تلاحظ الأم ظهور أعراض الحساسية على طفلها الرضيع كلما تناول البيض أو اللبن ، والتي تنحصر في :

ــ طفح أحمر يغطي أي مكان من الجسم.

ــ قئ وإسهال ومغص أو ارتفاع في درجة حرارة الطفل.

ــ عرق شديد في بعض الحالات.

ــ الدخول في غيبوبة أو شبه غيبوبة في حالات الحساسية الشديدة.

((تجدر الإشارة إلى أن البيض واللبن قد يكونان من أهم الأسباب لظهور الإكزيما على جلد الرضيع ، خاصة في منطقة الخدين ، على هيئة طفح خشن أحمر اللون))

ويتم تشخيص الحالة بواسطة اختبارات الحساسية الجلدية بالوخز أو بتحليل الدم للكشف عن الجسم المناعي "IgE" الكلي والكمي. وعند التأكد من أن اللبن هو سبب الحساسية ، يمنع الرضيع من تناول الألبان الحيوانية الصناعية ويعطي لبناً نباتياً أو زبادي أو مهلبية ، مصنوعة كلها من لبن فول الصويا. أما إذا تبين أن الحساسية مصدرها البيض ، فيمنع من تناول أي أغذية تصنع من البيض مثل صلصة البشامل أو الكيك أو الحلوى والفطائر وغيرها. وبالطبع تقع المسئولية على كاهل الوالدين في التأكد من خلو غذاء طفلهما من اللبن أو البيض.

أما عند ظهور أعراض الحساسية على طفل رضيع يعتمد في غذائه على الرضاعة الطبيعية ، فإن البحث يتجه إلى غذاء الأم نفسها لتحديد نوعية الأطعمة التي تناولتها ، والتي انتقلت إلى الطفل عن طريق لبن الأم وسببت له الحساسية . ونشير هنا إلى أن الموز من الأنتيجينات القوية التي يؤدي تناول الأم لها إلى تعرض طفلها الرضيع للحساسية.
((هناك اعتقاد غير صحيح لدى معظم المرضى ، بل لدى كثير من الأطباء غير المتخصصين ، مفاده أن مسببات الحساسية الغذائية تنحصر في أطعمة معينة هي البيض واللبن والسمك والموز والجمبري والمانجو والفراولة والعدس والشيكولاته. وقد يحرم الطفل في أهم سنوات النمو والتكوين الجسماني من تناول اللبن والبيض (أو الشيكولاته والحلوى) بدون التأكد من أنها سبب الحساسية . وبالطبع فإن حرمان الطفل من هذه الأغذية الحيوية دون إجراء تشخيص علمي للتأكد من مسئوليتها عن الحساسية ، يؤدي إلى نقص نموه عن المعدلات الطبيعية.))
وللرد على هذا الاعتقاد الخاطئ نقول إن أي غذاء يتناوله الإنسان ويمر بجهازه الهضمي يمكن أن يصيبه بالحساسية في صورة أرتيكاريا أو إكزيما . فالمأكولات المسببة للحساسية لا يمكن حصرها ، ومن أمثلتها جميع الأغذية المضاف إليها ألوان صناعية ومواد كيميائية حافظة ، والمكسرات (خاصة الفول السوداني) والسمسم والأغذية المصنعة منه (الطحينة والحلاوة الطحينة) والتوابل بأنواعها ، والخل ، والطماطم الطازجة والثوم والبصل النيئ ، وغير ذلك الكثير والكثير.
خريطة دليل الحساسية السابق