الإغماء بزيادة أسمولية (حلولية) الدم

أـ الإمراضية :
في حالة توفر كمية متوسطة من الأنسولين فإن هذه الكمية لا تكفي بإدخال كل الجلوكوز الزائد إلى خلايا الجسم بل بعضه فقط ولا تسمح بتكوين الأجسام الكيتونية إذ أن كمية الجلوكوز التي دخلت تكفي لعمل بايروفيت يكفي لعمل دورات كريب كثيرة تستهلك الأسيتايل كوأنزايم الورادة من تحلل الدهون بشكل مستمر.
وقد يستمر المريض في تناول كميات كبيرة من الكربوهيدرات والسكريات مما يجعل ارتفاع تركيز الجلوكوز في الدم يبلغ مستويات عالية تبلغ من 800 ملجم إلى 2400 ملجم /100 مل دون ظهور الأجسام الكيتونية وبالتالي سوف يؤدي إلى زيادة ارتشاح سوائل الجسم وفقدان الإلكتروليتات ونقصان حجم الدم وهذا يؤدي إلى البول الأسموزي ويقلل الارتشاح الكلوي مما يزيد نسبة السكر في الدم ويزيد الأسمولية وتحدث في المرضى غير المعتمدين على الأنسولين من النوع الثاني Type II وغير المعالجين بشكل جيد وخاصة في كبار السن وخصوصاً إذا ترافق بالتهاب حاد مثل ذات الرئة Pneumonia أو التهاب حويضة وكلية Puelonephritis أو التهاب بالبنكرياس الحاد أو احتشاء العضلة القلبية وكذلك تناول كميات كبيرة من المواد السكرية والنشوية وبعض الأدوية مثل الكورتيكو ستروئيدات والمدرات (ثيازايد والفيروسميد) والبروبرانولول والدايفينايل هيايدنتوين والأدوية المثبطة للمناعة.
ب ـ الأعراض:
صداع ،حمى ، سرعة القلب وهبوط الضغط الانتصابي Postural Hypotension ويكون الجلد والأغشية المخاطية جافة والعينان
غائرتان طريتان بالإضافة إلى المظاهر العصبية في أغلب الأحيان مثل اشتداد المنعكسات والتيهان الخفيف Stupor والإغماء Coma وتنقص كمية سوائل الجسم والإليكتروليتات بسبب زيادة البول حتى عن معدل مريض السكر الذي بدون زيادة الأسمولية ويزيد المشكلة سوءاً عدم تناول الماء إما بسبب عدم الشعور بالعطش أو بسبب القئ أو عدم التمكن من الحصول على الماء كما في كبار السن والمقعدين.
جـ ـ النتائج المخبرية:
سكر الدم ما بين 800-2400 ملجم/100مل ، اليوريا أكثر من 50 ملجم /100مل ph عادي ، الإليكتروليتات عادية أو أعلى تركيزاً بسبب نضوب السوائل حيث يكون الصوديوم في بداية الأمر منخفضاً 120-125 ملل مكافئ /لتر وبعد زيادة الجفاف يرتفع ويتجاوز 140 ملل مكافئ /لتر دون ارتفاع أو مع ارتفاع بسيط في الأس الهيدروجيني أو الكيتوني ويمكن حساب أسمولية الدم حسب المعادلة التالية :
أسمولية الدم = (تركيز الصوديوم ×2) + (تركيز الجلوكوز ÷ 18) ـ (تركيز اليوريا ÷ 2.8)
في العادة تكون أسمولية الدم ما بين 290 إلى 300 ملل أسمول لتر أما في حالة زيادة أسمولية الدم من 330 ـ 440 ملل أسمول لتر.
د ـ معالجته:
نفس أسلوب معالجة الحماض الكيتوني والتركيز على استخدام الأنسولين والمحاليل ومراقبة أسمولية الدم وإعطاء المحلول الملحي نصف الطبيعي (0.45%) عند بداية معالجة الجفاف ونقصان السوائل في الحالات الشديدة ويظل المحلول الملحي الطبيعي (0.9%) هو الأمثل في معالجة نقصان السوائل.