العلاج بالهرمونات


مما لاشك فيه أن نقص بعض الهرمونات عند انقطاع الدورة الشهرية عند المرأة يؤدي إلى ظهور أعراض كثيرة بعضها مرعج فقط وبعضها ذو أهمية طبية خطيرة.
1ـ أعراض تظهر على المدى القصير وليست خطيرة : يؤدي نقص الهرمونات وبالذات الإستروجين إلى أعراض مختلفة تسبب إزعاجاً شديداً للمرأة مثل الاكتئاب ، والتوتر والعصبية الزائدة ، مع إحساس ببعض الآلام في عدة مناطق مختلفة من الجسم  كذلك قد يحدث إحساس بآلام بالصدر في صورة ضيق مستمر وإحساس بعدم انتظام التنفس ، وقد يحدث شعور بسخونة تسري في الجسم مع عدم القدرة على النوم بانتظام ، كذلك قد يحدث شعور بعدم انتظام في ضربات القلب ، والحقيقة أن تلك رغم شدتها وكمية الضيق التي تسببه فإنها ليست خطيرة ولا تعني الإصابة بأمراض خطيرة ومن الممكن السيطرة عليها عن طريق تعويض نقص الهرمونات بالأدوية التي قد تكون في صورة أقراص أو في صورة لاصق يوضع على الجلد ويقوم بتسريب الجرعة تدريجياً ، وكلتا الوسيلتين قادرتان على السيطرة التامة على جميع الأعراض ،ويجب الإشارة هنا إلى أن نوعية وشدة الأعراض تختلف كثيراً من حالة لأخرى ، حيث قد تظهر في صورة بسيطة جدا عند البعض ، بينما قد تحدث بصورة مبالغة جداً عند الأخريات ،وجدير بالذكر أن تلك الأعرض رغم كمية الضيق التي تسببه ليست خطيرة وليست لها أية أبعاد مرضية سواء على المدى القصير أو البعيد
2ـ أعراض تظهر على المدى البعيد ذات أهمية طبية : ونظراً لنقص هرمونات الإستروجين والبروستيجيرون يحدث قصور في الكالسيوم في العظام مما يؤدي تدريجياً إلى لين العظام ،وإذا أثرت على عظام العمود الفقري نلاحظ انحناء في ظهر المريضة مع سهولة التعرض للكسر في العظام وبالذات عظام الحوض والساقين .
كما يؤدي نقص الهرمونات عند المرأة إلى انتزاع الحماية التي كانت تضيفها على الشرايين التاجية فتزيد احتمالات الإصابة بأمراض الذبحة الصدرية وجلطة القلب ويحدث ذلك نتيجة لعدة عوامل ، أهمها التغيرات التي تحدث في الكولسترول وكذلك بعض التاثير المباشر على جدار الشريان التاجي ، وجدير بالذكر أن تلك التغيرات السيئة تعود إلى الطبيعة بعد تعويض النقص في الهرمونات .
كذلك تحدث زيادة في احتمالات الإصابة بسرطان الرحم بعد انقطاع الدورة الشهرية والذي يظهر في مراحله الأولى في صورة نزيف من الرحم مما يحتم أخذ عينة للتحليل وفي كثير من الحالات يلجأ طبيب النساء إلى إجراء جراحة لاستئصال الرحم.
ونظراً لتلك المشكلات الطبية التي تحدث نتيجة لانقطاع الدورة الشهرية يلجأ الأطباء لوصف الأدوية التي تعوض نقص الهرمونات .
ومما لاشك فيه أن هذه الأدوية مفيدة جداً وتستطيع أن تقضي على الكثير من الأعراض ، كما تقلل احتمالات الإصابة بلين العظام وأمراض الشريان التاجي ولكنها مثل أي دواء آخر لها أيضاً بعض الآثار الجانبية مما أدى إلى إحجام البعض عن تعاطيها .