ثانياً : مرحلة ما بعد غرفة العناية المركزة


عادة ما يبقى المريض في غرفة اعتيادية بالمستشفى لمدة تتراوح بين 3ـ5 أيام قبل السماح له بمغادرة المستشفى ، ورغم توافر الرغبة للمريض للخروج من المستشفى فإن مرحلة الخروج كثيراً ما تقابل ببعض المشاعر المتناقضة ! فهو سعيد لشفائه وعودته إلى المنزل ولكن قد يشعر بعض المرضى بشئ من القلق حيث إنه يترك المستشفى والرعاية الطبية المركزة والاهتمام البالغ وينتقل إلى المنزل حيث يقل بالطبع مستوى الرعاية الطبية المتوافرة ، لذلك يجب على الطبيب الجلوس مع المريض قبل الخروج مباشرة ليشرح له ولأهله بعض الأمور التي قد تقلقه مثل نوعية الأكل وكمياته ، وكيفية التدرج في الحركة داخل المنزل وخارجه وعدد ساعات الراحة .
كذلك يشرح الطبيب نوعية الأدوية التي سوف يتعاطاها المريض وأهمية كل منها ومواعيده ، كل ذلك يساعد المريض على فهم الموقف ويجعله يشعر أنه قادر على العناية بنفسه وأنه ملم بكل جوانب رعايته.
ولكن عندما يعود المريض إلى منزله قد يشعر بأن عائلته تهتم به اهتماماً زائداً عن اللزوم مما قد يزيد من الإحساس بالمرض حيث يتدخل الأهل في كيفية إعداد الطعام ومواعيد الأدوية وكمية الحركة المسموح بها .
وإذا شعر المريض بضيق من هذا الاهتمام الزائد ، عليه أن يتحدث مع العائلة في هذا الموضوع فالكل يواجه موقفاً جديداً والجميع يحاول أن يستعيد الثقة ،وبعض الذين تعرضوا لأزمة قلبية يمرون بمرحلة خوف من المستقبل حيث ينتابهم شعور بأن أي جهد قد يؤدي إلى أزمة قلبية جديدة ، وبالتالي يقل جهدهم ودرجة مشاركتهم في جميع أوجه الحياة الطبيعية ، وللأسف فإن ذلك لا يفيد المريض في شئ بل قد يعرضه لبعض المشاكل الصحية الجديدة ، ولن يجعل المريض أقل قابلية للتعرض لأزمة قلبية جديدة ! وهنا يكمن دور العائلة الواعية فهي تقف بجانب المريض وتساعده على الحركة والمشاركة في جميع أوجه الحياة ، بعد مراجعة الطبيب بالطبع.
وعلى النقيض فهناك بعض المرضى الذين لا يتقبلون ما حدث لهم ، وفور وصولهم إلى المنزل يعودون إلى عاداتهم القديمة مثل الجهد الزائد والعمل الشاق والسهر حتى ساعات متأخرة مع إلتهام الأطعمة الضارة والعودة إلى التدخين ! وتعتبر هذا النوع من رد الفعل نوع من إنكار ما حدث ومحاولة لإثبات قوتهم ، وللأسف فقد يهمل المريض الأدوية التي وصفها الطبيب بل وقد يتعمد عدم مراجعة الطبيب في موعد الاستشارة الطبية مما قد يؤدي إلى انتكاسة ، وهنا تتضح أهمية دور العائلة في توعية المريض وفي توضيح أهمية المتابعة الطبية للموقف.