النزيف البولي


والنزيف البولي هو الآخر من مضاعفات التضخم الحميد وليس كل نزيف بولي يحدث يكون سببه مرض البروستاتا إذ يكاد البول الدموي عرضاً رئيسياً أو ثانوياً لجميع أمراض الجهاز البولي المعروف فقد يصدر عن ورم خبيث بالكلية أو الحالب أو المثانة وقد
يحدث بسبب حصاة بولية مسننة تخدش جدران حوض الكلية أو الحالب كلما انقبضت عليها وقد يكون نتيجة لمرض الدرن (السل) إذ يصيب الكلية أو المثانة، وما ينبغي أن يغيب عن أذهاننا البول الدموي المصري الناتج عن البلهارسيا والذي يعاني منه عدد كبير من العاملين بالزراعة.
ولذا تحتم على الطبيب أن يحدد مصدر النزيف أولاً قبل أن يسبه إلى سبب معين ،وقد أيدت الملاحظة الإكلينيكية أنه إذا كان الدم يسبق البول فيظهر في بداية التبول ثم يليه بول عادي ، كان الأغلب أن تكون البروستاتا أو مجرى البول هي المصدر المشتبه أما إذا كان الدم مختلطاً بالبول تماماً أوله وأوسطه وآخره فهو بول من الكلية في الأغلب وإذا ظهر الدم في القطرات الأخيرة عند نهاية التبول ،فالمثانة هي المصدر المشتبه ،على أن هذا التحديد أبعد ما يكون عن أن يتخذ دليلاً قاطعاً وإنما هو مجرد ترجيح على الأكثر.
ولما كانت أورام الجهاز البولي من أهم أسباب النزيف البولي فقد وجب أن تجرى البحوث اللازمة لاكتشاف سبب النزيف حتى إن كان هذا النزيف بسيطاً أو مؤقتاً وتشمل هذه البحوث أشعة الصبغة وفحص المثانة بالمنظار وقد تستدعي الحالة ما هو أكثر من ذلك كالأشعة المقطعية أو أشعة فحص شرايين الكلية.
وليس وجود تضخم البروستاتا في حالة نزيف بولي بكاف لأن ينسب النزيف إليها ، وما أكثر الحالات التي يظهر بها الفحص وجود التضخم بينما يكون الدم صادراً عن سرطان الكلية أو المثانة البولية وإنه لأمر محرج للغاية أن يتسرع الطبيب بإجراء علمية للبروستاتا ثم يفاجأ باستمرار النزيف الذي لم تكن البروستاتا قط سبباً له.

خريطة دليل البروستاتا السابق