هـ ـ حساسية الأمصال (1)

قد تتسبب المواد البروتينية أو الأمصال المستخدمة في علاج الربو الشعبي وحساسية الأنف في تعرض هؤلاء المرض لصدمة الحساسية ، إذا ما تم حقن المريض بجرعة منها أكبر من الحد المسموح به. لذلك يجب على المريض الالتزام بالجرعة المقررة بواسطة الطبيب المعالج. كما قد يتعرض بعض المرضى لصدمة الحساسية أثناء العلاج بالأمصال في حالات الحساسية للسع الحشرات ، أو حتى في أثناء إجراء اختبارات الحساسية الجلدية.
ومن أمثلة المواد البروتينية التي يحقن بها الجسم كنوع من العلاج لكنها تسبب حدوث حساسية مفرطة ، الأجسام المضادة للدفتريا والتيتانوس والسعال الديكي ونظراً لأهمية هذا وما يحيطه من سوء فهم في أذهان الكثيرين ،فإننا نستعرض له بمزيد من التفصيل والشرح.
فهناك ، في الوقع ، نوعان من التطعيم ضد الأمراض السابق ذكرها. يعتمد النوع الأول (يسمى طعم) على استعمال المسببات المرضية نفسها (البكتيريا) أو إفرازاتها غير الضارة أو غير النشطية (سموم معادلة). وأنتيجينات هذا التطعيم تسبب إثارة الجهاز المناعي للإنسان لإنتاج أجسام مناعية خاصة ضد هذه الأمراض. وهذه الأجسام المناعية من النوع "IgG" و "IgM" ، وهي تعطي حصانة ضد العدوى بالمرض. ويتميز هذا النوع من التطعيم بأنه لا يحدث أي مضاعفات مناعية ، ولو أنه قد يحدث أحياناً ارتفاعاً في درجة الحرارة أو تورماً خفيفاً في مكان الحقن. وهو يعطى إجبارياً للأطفال الرضع ، مع إضافة جرعات منشطة منه في السنوات التالية من عمر الطفل.
أما النوع الثاني من التطعيم (يسمى مصل) فيعتمد على استخلاص أجسام مناعية ضد الأمراض المذكورة من مصل الدم المأخوذ من إنسان أو حيوان سبق تطعيمه ضد هذه الأمراض. وهذه الأجسام المناعية هي من النوع "IgM" و "IgG" ، ونظراً لاختلاف تركيبها البروتيني عن التركيب البروتيني للشخص الذي يتم تطعيمه ، فإن إعطاءها عن طريق الحقن يسبب إثارة الجهاز المناعي لإنتاج أجسام مناعية ضدها.
وبالتالي فإنه عند تكرار الحقن ، قد يحدث تفاعل مناعي بين الأجسام المناعية المضادة بالحقنة ،وبين الأجسام المناعية المضادة لها في دم المريض الذي تم تطعيمه. وقد يصحب هذا الصدام المناعي ظهور أعراض حساسية مفرطة شديدة ، قد تصل من الخطورة إلى حد تهديد حياة المريض. ويطلق على هذا النوع من التطعيم اسم "المصل" ،ويعطى للمرضى بالدفتريا أو التيتانوس والمخالطين لهم ، كما يعطى للمصابين بجروح لوقايتهم من العدوى بميكروب التيتانوس ، خاصة إذا كان المكان قريباً من إسطبلات للخيل.
خريطة دليل الحساسية السابق