ثانياً : حساسية الصدر (ب ـ العلاج الوقائي)1


وهو يمثل ركناً أساسياً في علاج الربو الشعبي ، والهدف منه أن نوفر للمريض حياة طبيعية بقدر الإمكان بحيث يستطيع القيام بواجبات عمله ، وممارسة هواياته الرياضية ، والاستغراق في النوم الهادئ ليلاً دون الخوف من حدوث أزمات ربوية . ويتم ذلك عن طريق تحسين وظائف التنفس لدى المريض حتى تصبح طبيعية ، أو قريبة من ذلك ، من خلال إتباع ما يلي :

1ـ تعليم وتثقيف مريض الربو الشعبي ليصبح ملماً بطبيعة أمراض الحساسية عموماً ، وحساسية الصدر بصفة خاصة ، ومسبباتها ، وكيف يمكن تجنب الإصابة بها أو تفادي مسبباتها ، وبالذات المسببات الاستنشاقية....وغير ذلك من التفاصيل المهمة التي تجعله أكثر وعياً بأبعاد المرض وكيفية مجابهته والتغلب عليه. والسبيل إلى تحقيق هذا الهدف يكون من خلال الحوار المستمر بين الطبيب والمريض ، والحملات الإعلامية بالإذاعة والتليفزيون والصحافة لزيادة الوعي بأمراض الحساسية. ويمكن في هذا الإطار التفكير في إصدار كتيبات إرشادية صغيرة بواسطة إحدى الجهات المعنية بصحة المواطنين.
2ـ تناول العقاقير الطبية الكفيلة بالتحكم في المرض والسيطرة عليه.
وهي نفس الفكرة من وراء حقن مريض السكر بالأنسولين بصفة منتظمة حتى لا يتعرض لمضاعفات ارتفاع السكر بالدم . ويراعي في هذه العقاقير أن تمتاز بالفاعلية في السيطرة على التفاعلات المناعية ، التي تحدث في الشعب الهوائية وتشترك فيها خلايا مناعية مختلفة وكيماويات وإنزيمات. كما يجب ألا يؤدي استخدامها لفترة طويلة إلى أعراض جانبية تؤثر على صحة المريض. إذ يمكن أن يستمر العلاج بهذه العقاقير شهوراً أو سنوات مادامت تحقق نتائج طيبة.
ومعظم هذه العقاقير يستخدم على هيئة بخاخات للعلاج موضعياً عن طريق الاستنشاق. وبعضها يكون في صورة أعشاب طبيعية ، والبعض الآخر في صورة عقاقير تعمل على إطالة مدة تفتح الشعيرات الهوائية حتى يتمكن المريض من القيام بواجباته الجسمانية اليومية . وقد يستخدم عقار الكورتيزون بالاستنشاق بواسطة البخاخة ـ كما ذكرنا ـ للعلاج موضعياً ، وهو يحقق نتائج طيبة للغاية ،ولا خوف من مضاعفات الكورتيزون مادام المريض يلتزم بتعليمات الطبيب في هذا الشأن . وقد يتناول المريض هذه العقاقير كلاً على حدة ،وقد يجمع بين عقارين أو ثلاثة معاً في نفس الوقت ، وذلك تبعاً لإرشادات الطبيب المعالج في ضوء تطور الحالة.
وهناك خطأ جسيم يقع فيه للأسف عدد كبير من مرضى الربو الشعبي ، وينبغي التنبيه إلى خطورته الصحية . فما أن يشعر المريض المواظب على العلاج الوقائي بتحسن صحته واختفاء أعراض المرض ، وأنه أصبح أكثر قدرة على مزاولة أنشطة حياته بطريقة طبيعية ، حتى يتوقف عن العلاج ، أو يهمله على أقل تقدير. وقد يترتب على هذا عودة المرض للظهور مرة أخرى بعد أيام أو أسابيع من إيقاف العلاج. لذلك ينبغي أن يعي مريض الربو الشعبي أن العلاج مستمر ، ولا يمكنه التوقف عنه ،وإن كان في مقدروه أن يقلل أو يزيد الجرعات اليومية بحرص شديد تبعاً لحالته الصحية وظروف الجو الخارجي والبيئة المحيطة بالمكان.
خريطة دليل الحساسية السابق