25ـ هل المداومة على غلق النوافذ والأبواب لمنع تعرض مريض الحساسية للتيارات الهوائية أو للتقلبات في درجات الحرارة، يمكن أن يكون مفيداً من الناحية الصحية؟

غلق النوافذ والأبواب بصفة مستديمة يؤدي إلى زيادة الأتربة بما تحمله من عتة تراب المنزل ، ويشجع انتشار حويصلات الفطريات الجوية. لذلك يجب الحرص على تهوية حجرات المنزل باستمرار، ومنع مرضى الحساسية من ارتياد الأماكن المغلقة منذ فترة طويلة مثل كبائن الاستحمام الموجودة على بعض الشواطئ والتي تظل مغلقة طوال العام إلى أن يحل موسم الصيف، أو الدخول إلى مساكنهم بعد قضاء العطلة الصيفية بأحد المصايف مثلاً.
وفي المقابل، فإنه من غير المستحب وجود مريض الحساسية في مكان تجتاحه التيارات الهوائية الشديدة ، وعليه أن يجلس أو ينام بعيداً عن النوافذ والأبواب. كما ينبغي الحذر من التعرض للتغيرات الحادة والمفاجئة في درجات الحرارة ، وعند اضطرار مريض الحساسية للخروج من منزله إلى جو شديد البرودة وعاصف ، فيمكنه وضع شال من القطن أو الصوف على أنفه لمدة دقائق ليسمح للهواء البارد بالمرور خلاله فيدفأ قبل دخوله للأنف.
كذلك يفضل في حالة المناطق التي تكثر فيها ورش طلاء السيارات وورش النجارة أو المطاعم مثلاً، غلق نوافذ المنزل المطلة على هذه المحلات خلال ساعات النهار وفتحها ليلاً بعد انتهاء العمل ، حتى لا يتعرض مريض الحساسية للأدخنة المتصاعدة منها. والواقع أن كثيراً من الدول المتقدمة تحظر إقامة مثل هذه الورش وسط المناطق السكينة.
وقد يتساءل البعض عند جدوى تغيير مسكن المريض بالحساسية كوسيلة للسيطرة على المرض. وكما نعلم فإن هذا الأمر يبدو بالنسبة للكثيرين صعباً للغاية في ظل ظروفنا الاقتصادية الحالية. والبديل العملي لذلك هو أن تكون هناك تشريعات صارمة تمنع بقوة القانون قيام الورش الصناعية والمطاعم وسط الأحياء السكنية.
وقد يشعر بعض المرضى بالفعل بتحسن حالتهم الصحية عند انتقالهم للإقامة لفترة مؤقتة لدى بعض الأقارب. في هذه الحالة قد تفيد دراسة البيئة الداخلية للمكان الجديد في التوصل للأسباب الحقيقية وراء تحسن صحة المريض،وبالتالي يمكن الاهتداء بها في إصلاح البيئة الداخلية لمسكنه الأصلي.
خريطة دليل الحساسية السابق