مريض الريف ، سواء المقيم فيه بحكم عمله في الزراعة ، أو ذلك الذي عاش فيه طفولته ثم تركه إلى المدينة ، مرشح دائماً لأن يكون قد تعرض للعدوى بالبلهارسيا ، خاصة في قرى الدلتا حيث تعيش القواقع التي تستضيف ديدان "مانسوني" المسببة لمرض الكبد ، أما في الصعيد ، فمعظم قواقعه لديدان "هيماتوبيوم" وهي محدودة الأذى في الكبد .
في الفحوص المعملية ، نبحث عن بويضات البلهارسيا في البراز والبول ، فإذا لم نجدها ، بحثنا عنها في عينة من الغشاء المخاطي للمستقيم تؤخذ بالمنظار ، أو لجأنا إلى أضعف الإيمان ،وهو التحليل السيرولوجي (المناعي) للدم ، هذا الحرص على تشخيص وجود البلهارسيا ، أو استبعادها في مريض الكبد ، أمر مهم ، لأن هذا المرض قابل للعلاج بدواء البرازيكوانتل ، حتى ولو كان مرضاً متقدماً وصل إلى مرحلة التليف والاستسقاء .
نفحص الدم أيضاً لأغراض كثيرة : صورة الدم ، أي نسبة الهيموجلوبين وعدد الكرات الحمراء والبيضاء وصفائح الدم ،مريض بلهارسيا الكبد يعاني عادة من الأنيميا ونقص الكرات البيضاء ، إلا أنها إذا كانت بالغة النقص ، أو انخفض عدد الصفائح انخفاضاً ملحوظاً ، فكرنا في احتمال "فرط الطحالية " أي توحش الطحال والتهام خلايا الدم ، عندئذ لابد من فحص نخاع العظم ، لكي نضمن سلامته قبل الشروع في استئصال الطحال.
ثم نفحص وظائف الكبد ، أيالكبد،يل الكيميائية ، وظائف الخلايا الكبدية ، متمثلة في نسبة البليروبين والزلال والبروثرومبين والترانسامينازات ، تكون عادة شبه طبيعية في بلهارسيا الكبد الصرفة ، أو على الأكثر محدودة الاختلال ، اما الزيادة الملحوظة ، فتكون عادة في نسبة الفوسفاتاز القلوي وجلوبيولين الدم لكن إذا كانت البلهارسيا مختلطة بعوامل أخرى كسوء التغذية أو سموم البيئة أو فيروسات الالتهاب الكبدي ، وهي القاعدة لا الشذوذ ، فوظائف الكبد مختلفة والخلايا الكبدية مختلة .
البحث عن دلالات فيروسات الكبد ، خاصة ب ، ج ، أمر ضروري في كل مريض مزمن بالكبد ، ومن الثابت الآن أن حمل الفيروس ب أكثر انتشاراً وإصابة في مرضى بلهارسيا الكبد عنه في عامة الناس.
الفحص التصويري:
يعتمد أساساً على الموجات فوق الصوتية ، لأن لها نمطاً مميزاً للكبد البلهارسي ، يظهر ثخانة النسيج الليفي حول فروع الوريد البابي ومساراته ، أضف إلى ذلك أنه يحدد قطر الوريد البابي ومدى سريان الدم فيه ، وحجم الطحال وشكله ، والأوردة الجانبية (الدوالي) ، والاستسقاء إن وجد ، كذلك يكشف لنا عن أي تكلس في المثانة البولية أو الحالب في حالات البلهارسيا البولية ، هذا الفحص التصويري البسيط أصبح وسيلة فعالة لاكتشاف مرضى البلهارسيا ، والاتجاه الآن إلى إتاحة هذا الفحص وتعميمه في قرى مصر .
أما وسائل التصوير الأخرى ، الأشعة السينية ، وأشعة الكمبيوتر المقطعية ،والنظائر المشعة ، وتلوين الأوعية الدموية أو القنوات المرارية ، فيندر أن نحتاج إليها لتشخيص حالات البلهارسيا الصرفة ، اللهم إلا للبحث العلمي ، أو إذا كانت الحالة مختلطة بأمراض أخرى تشمل الكبد كالالتهاب الفيروسي أو الأورام .
الفحص المنظاري :
يساعدنا لغرضين المنظار العلوي يفحص المرئ والمعدة والاثنا عشري ، ويحدد لنا حجم الدوالي ومداها وجدوى حقنها إذا كانت منذرة بالنزف ، أما المنظار السفلي فيفحص الشرج والمستقيم والقولون ، وإلى مدى أصابتها البلهارسيا ، ونأخذ أيضاً عينة نسيجية من الغشاء المخاطي بحثاُ عن البويضات الكامنة .
أما الفحص الباثولوجي
وأساسه عينة الكبد ، فهو أمر ضروري طالما أمكن ذلك ، لتأكيد طبيعة المرض والبحث عما قد يصاحبه من أمراض أخرى ، أهمها وأكثرها شيوعاً الالتهاب الفيروسي ، أما ورم الكبد السرطاني فليس من مضاعفات البلهارسيا المجردة ، إنما ينشأ أحياناً من الفيروس ب (وربما أيضا الفيروس ج) الذي قد يختلط بها ، وعلينا إذن أن نتنبه له ونحذره .
هناك أخيراً فحوص بكتريولوجية
نلجأ إليها أحياناً في تليف الكبد البلهارسي المصحوب بالحمى وارتفاع الحرارة ، من العدوى بميكروبات السلمونيلا (التيفود والباراتيفود) ، أو تقيح البول ـ وهو تلوث شائع ببلهارسيا المسالك البولية ، او الالتهاب البريتوني التلقائي في المرضى المصابين بالاستسقاء .
خريطة دليل الكبد | السابق |