ـ العلاج النوعي للبلهارسيا بأنواعها يعتمد أساساً على دواء "برازيكوانتل" ،ونبدأ به متى تأكد لنا أن المريض مصاب بها وأن العدوى نشيطة ، الجرعة الواحدة للبالغين 4 أقراص ، كل واحد منها 600 مجم ، وأحياناً نكررها ، هذا الدواء يوقف تقدم المرض ويعكس مساره إذا أعطى في المرحلة المبكرة ، وهو خال من الآثار الجانبية الخطيرة ، ويمكن استعماله حتى في حالات التليف والاستسقاء .
ـ هناك محاولات لوقف تليف الكبد ، بل لإذابته ، أهمها المحاولة المكسيكية لاستعمال دواء "كولشيسين" ،وجرعته قرص نصف مجم مرتين يومياً لعدة سنوات ، وفي تقريرهم أن تليف الكبد يتراجع ، ووظائف الكبد تتحسن ، إلا أن العالم لا زال يجرب هذا الدواء ، وحتى الآن لم تتأكد جدواه ، (الكولشيسن دواء معروف لعلاج النقرس ، ويستعمل أيضا لعلاج حمى البحر الأبيض المتوسط ).
ــ ارتفاع الضغط في الوريد البابي يمكن خفضه بدواء "بروبرانولول" (المستعمل من قبل لعلاج ضغط الدم الشرياني ) ، والجرعة تختلف من شخص إلى آخر ، وهدفها إنقاص سرعة النبض بمقدار الربع (أي من 80إلى 60 نبضة في الدقيقة مثلاً) ، خفض الضغط البابي يرجى أن يمنع انفجار دوالي المرئ والنزف منها ، ونستغني بذلك عن حقن الدوالي وعن الجراحة.
ــ دوالي المرئ (والمعدة ) هي الخطر الدامؤقتاً،رعب المقيم من انفجارها والنزف منها ، إذا حدث هذا نسارع بنقل الدم وإيقاف النزف بحقن مادة قابضة هي "فازوبرويسين" في الوريد ،ونضغط المرئ وقاع المعدة ، ثم شاع تجليط الدوالي بحقنها بمواد مجلطة من خلال المنظار ، هذا التجليط بالحقن يمكن أن يكون إسعافاً طارئاً لإيقاف النزف ، أو علاجها متأنياً بعد وقف النزف وزوال الخطر الداهم ، أو إجراء وقائياً متى تأكد لنا أن الدوالي من النوع المنذر بالنزف (ولهذا علاماته بالفحص المنظاري).
ــ العلاج الجراحي محدود بعد توافر البدائل العلاجية الأخرى ، كان استئصال الطحال عملية شائعة في بداية القرن العشرين لعلاج بلهارسيا الكبد وتضخم الطحال (سمي لذلك "تضخم الطحال المصري") ، إلا أن استعماله الآن محدود لخفض الضغط البابي ومنع النزف ، مع ربط أوردة الدوالي ، أو لعلاج فرط الطحالية ، أما الجراحة الأخرى البديلة لخفض الضغط البابي فهي التوصيل بين الوريد البابي والوريد الأجوف السفلي ، أو فرعيه المناظرين ـ أي التوصيل بين وريد الطحال ووريد الكلية اليسرى (وتعرف بعملية "وارن") ، هذا الجراحات التوصيلية ، يؤخذ عليها أنها قد تسبب أعراض الغيبوبة الكبدية أو مقدماتها ، مما يتعارض مع أصحاب العمل الذهني المحتاج إلى التركيز .
ــ الاستسقاء في بلهارسيا الكبد قد يكون مؤقتاً ، عقب نزف كبير أو حمى شديدة أو إسهال طويل ، أو يكون باقياً في المرض المتأخر .
أولاً:رسيا الكبد ، كما قلنا ، ليس دائماً مرضاً وحيداً خالصاً ، بل يغلب أن تصحبه أمراض أخرى بحكم البيئة والمهنة ، ليس أقلها سوء التغذية ، أو العدوى بالطفيليات الأخرى ، أو فيروسات الالتهاب الكبدي ، أو السموم الكيميائية من مبيدات الحشرات والآفات الزراعية ، ويتوقف العلاج طبعاً على المرض المصاحب .
ــ قبل وبعد كل شئ ، علينا أن نحمي الفلاح من العدوى ، وتكرار العدوى بهذه الدودة اللعينة ، وهو أمر يتطلب تضافر القوى والوسائل المتعددة : التثقيف الصحي ، تطهير الترع والمصارف وإبادة القواقع ، والبحث عن لقاح فعال لتطعيم الفلاحين المعرضين للعدوى ، ثم العلاج الجماعي بالدواء .
خريطة دليل الكبد | السابق |