الهيداتيد [كلمة مشتقة من اليونانية معناها حويصلة أو كيس مائي]
هذا مرض طفيلي ، تسببه دودة شريطية من فصيلة متعددات الرؤوس ذات الأشواك ،وهو مرض شائع في بلاد المراعي ، شمال أفريقيا وشبة الجزيرة العربية ، ولكنه نادر بين المصريين ـ وأكثر هؤلاء من المغتربين إلى البلاد العربية .
تمر دورة حياة هذه الدودة بمراحل مختلفة ، فالدودة البالغة تعيش في العائل الأساسي وهو الكلب ، اما المرحلة المتوسطة وهي اليرقة فتعيش في العائل الوسيط ،وهذا الوسيط قد يكون الغنم أو الماشية أو الإبل ،أو يكون الإنسان نفسه ، تخرج بويضات الدودة من الأمعاء مع براز الكلب وفضلاته ، فتعلق بشعره ولعابه وبحشائش الأرض ، يبلع الوسيط (ويشمل الإنسان ) هذه البويضات ، وتنتقل من الأمعاء إلى الكبد عن طريق الوريد البابي ، وهنا تنمو الدودة وتكون كيس الهيداتيد ، هو كيس مائي محتو على عدة رءوس صغيرة ، هذا الكيس قد يكون صغيراً أو كبيراً ، وحيداً أو متعدداً ، وأكثر وجوده في فص الكبد الأيمن .
وكيس الهيداتيد (أو أكياسه) قد تظل ساكنة بلا أعراض مدى الحياة ،او تسبب تضخماً في الكبد وألماً محدوداً في مكانه ، وأخطر مضاعفاته انفجاره إلى تجويف البريتون أو إلى الرئة أو إلى القنوات المرارية ، وقد يسبب للمريض حالة من الحساسية ، أبسطها الارتكاريا ، وأخطرها العوار ANAPHYLAXIS الذي قد يقتل.
هذا الكيس قد يتلوث ويتقيح ، أو يندثر ويتكلس (يترسب فيه الكالسيوم) ،وكيس الكبد ، قد تصاحبه أكياس هيداتيد في أعضاء الجسم الأخرى ، كالرئة والدماغ والعظام .
ويعتمد التشخيص على زيادة عدد كريات الدم البيض الآلفة للإيوسين ، وعلى التشخيص السيرولوجي لنوع الدودة ،وعلى وسائل التصوير المعروفة كالأشعة والموجات فوق الصوتية وأشعة الكمبيوتر المقطعية ،أما وخز الكيس بالإبرة بهدف شفط السائل أو أخذ عينة منه ، فمحاولة محفوفة بالخطر لا ننصح بها مخافة العوار .
الوقاية في هذا المرض خير من العلاج : ينصح مخالطو الكلاب بالبعد عن فضلاتها ، وبغسل الأيدي بعد تداولها ، وفي المناطق المتوطنة يجب أن تعالج الكلاب دورياً لتطهيرها من الديدان .
أما أكياس الكبد ،فقد ينجح علاجها إذا كانت صغيرة ومتعددة بدواء مبندازول أو ألبندازول ، والجرعة عندئذ كبيرة ومستمرة لمدة طويلة ،وأما الأكياس الكبيرة ، فلها عادة الجراحة تحسباً للتقيح أو الانفجار ، وهي تحتاج لمهارة وخبرة خاصة ، حتى لا ينسكب سائل الكيس إلى البريتون فبعديه بالرؤوس وينشرها .
هناك أنواع أخرى من أكياس الكبد معظمها خلقي، ومنها نوع يشمل أعضاء الجسم الأخرى كالكلى والطحال والبنكرياس والمبيض والرئة، هذه حالات نادرة، تكتشف عادة بالفحص التصويري، ويصعب التدخل فيها باطنياً أو جراحياً.
خريطة دليل الكبد | السابق |