ب ـ علاجها

أما علاج الدوالي، ففيه التفصيلات التالية:
1ـ إدخال المريض إلى المستشفى ، متى نزف ، أمر مستحب مهما بدا النزف قليلاً في ظاهره ، هنا يراقب المريض ، وتتابع حالته : النبض ، والضغط ، ولون البراز ، نقل الدم ضروري ،وقد يتكرر ،ويجب أن يكون طازجاً ليحتوي على الصفائح وعوامل التجلط ، يحقن المريض بفيتامين ك1 في العضل ، ويعطى دواء لخفض حموضة المعدة مثل "رانيتيدين" ، وتحسباً للغيبوبة في مرضى تليف الكبد نمنع البروتين من الغذاء ،ويعطي المريض بالفم "نيوميسين" لتعقيم الأمعاء ، و "لاكتيولوز" لمنع تولد الأمونيا فيها ،وينزح الدم النازف من المعدة والأمعاء بالشفط والحقن الشرجية .

2ـ فحص المرئ والمعدة بالمنظار أو شئ نحاوله ، لكي نحدد مصدر النزف ونوقفه بحقن الدوالي إذا أمكن ، فإذا تعذر ، أو تطلب نقل المريض إلى مراكز متخصصة ، كان علينا أن نشتري الوقت بأحد أمرين ، أو كليهما : أ ـ فازوبريسين : وهو مادة قابضة لشرايين الأحشاء ـ تنقص ورود الدم إلى الوريد البابي وتخفض ضغطه ، تحقن 20 وحدة من هذه المادة في 100 سم3 محلول جلوكوز 5% في الوريد بالتنقيط خلال عشر دقائق ، ويستمر مفعولها لمدة ساعة ، وأفضل منها المركب المشابه لها ، وهو جليبريسين ، الذي يحقن جرعة واحدة في الوريد ويستمر مفعوله لمدة أطول ، ويمتاز أيضاً بأنه لا يقبض شرايين القلب التاجية ، إلا أنه باهظ الثمن ، وهناك مركب آخر مشابه للسابقين ومماثل في مفعوله هو سوماتوستاتين ،وهو أيضاً غالي الثمن . ب ـ أنبوبة سنجستاكن وبلاكمور : هذه أنبوبة "بثلاثة أرواح" أي أن لها ثلاثة تجاويف ،واحد لنفخ بالون في تجويف المرئ ،وثان لنفخ بالون آخر يضغط على قاع المعدة ،وثالث لشفط محتويات المعدة أو حقن الغذاء أو الدواء إليها . تولج الأنبوبة من خلال الفم حتى يستقر بالون المعدة في قاعها ، ثم ينفخ بـ 250 سم3 من الهواء ، أما بالون المرئ فينفخ حتى يصل ضغطه إلى 20ـ30 مم زئبق ، والهدف بعد 24 ساعة ، وتشفط محتويات المعدة ، فإذا استمر النزف يعاود النفخ يوماً آخر يتم خلاله التصرف في الدوالي بالحقن أو بالجراحة . واستعمال الأنبوبة منغص للمريض ومرهق للطبيب المشرف ، وله مشاكله كالاختناق أو تقرح المرئ ، ولكنه أحياناً يكون البديل الوحيد لإنقاذ المريض .

3ـ حقن الدوالي وتصليبها (أي تجليطها وتليفها) بالمنظار ، أصبح الآن علاجاً شائعاً ، تستخدم إبرة رفيعة وطويلة من خلال منظار الألياف الضوئية لحقن الدوالي في أسفل المرئ ، وتحقن المادة المجلطة ( وهي عادة إيثانولايمن أوليات) في تجويف أوردة الدوالي أو فيما بينها ، اثنين أو ثلاثة في المرة ، ويكرر الحقن أسبوعياً أولاً ، ثم على فترات متباعدة ، حتى يتم تصليب الدوالي كلها ، وإذا كانت الدوالي ناتئة في المعدة ، فيمكن حقنها بمادة سريعة التجليط هي "باكريلات" ، ولا ينتهي حقن الدوالي بتصلبها جميعاً ، بل يجب فحص المرئ والمعدة بالمنظار بعد ذلك بطريقة دورية كل ستة أشهر ، ثم كل سنة مخافة ظهور دوال جديدة بعد السابقة . وحقن الدوالالجراحي، ، هو أهم دواعي استعماله ، وقد تأكد أثره في وقف النزف المباغت ، وله دوره أيضاً كعلاج انتقائي وكإجراء وقائي ، وهو أبسط واقل تكلفة من العلاج الجراحي ، إلا أن له أيضاً مضاعفاته ومشاكله ، منها الحمى وعسر البلع وألم الصدر ، التي تعقب الحقن في أكثر الحالات وتزول سريعاً ، وأخطر منها النزف الغزير والعصي على السيطرة ، أو انثقاب المرئ أو تضيقه ، أو التهاب الرئة والبلورا.

4 ـ العلاج الجراحي ،وهو على أنواع :
أ ـ استئصال الطحال وربط الأوردة الموصلة للدوالي ، ونجمع إلى ذلك أحياناً قطع المرئ ثم وصلة (عملية"حساب") ، هذه العملية تحاول خفض الضغط البابي ، ومنع النزف من الدوالي ، وفي الوقت ذاته تتجنب الغيبوبة الكبدية التي قد تنشأ من عملية وصل الوريد البابي بالوريد الأجوف .
ب ـ توصيل الوريد البابي بالوريد الأجوف السفلي ، أو توصيل وريد الطحال بوريد الكلية اليسرى (عملية"وارن") ،هذه العمليات تخفض الضغط البابي خفضاً ملحوظاً ، ولكن يعيبها الغيبوبة الكبدية التي تنجم بعدها في كثير من المرضى ، لذلك نفضل في هذه العمليات ألا يتجاوز المريض سن الخمسين ، وأن يكون تليف الكبد في تصنيف "تشايلد" أ أو ب ، وهذه العمليات تحتاج إلى مهارة جراحية خاصة .
جـ ـ قطع المرئ ثم إعادة توصيله بجهاز خاص يسمى "الدباسة" ، وسمي كذلك لأنه يربط بين طرفي المرئ المقطوعين بمشابك أشبه بدبابيس الورق ، والغرض من ذلك هو هتك الدوالي وقطع اتصالها ، وهذه الجراحة شاع استعمالها حيناً لوقف نزف الدوالي المفاجئ ،ولكن يندر اللجوء إليها الآن.

5ـ خفض الضغط البابي ، باستعمال الأدوية ،عدة،د أساساً على دواء بروبرانولول (إندرال) ، هذا الدواء يخفض تدفق الدم من القلب إلى الأوعية الدموية للأحشاء ، فينخفض الضغط البابي ، ويقل احتمال النزف من الدوالي ، إلا أن الاستجابة تختلف اختلافاً بيناً من شخص لآخر ، لذلك يصعب تحديد جرعة الدواء والتنبؤ بجدواه ، والقاعدة العامة أن نعمل على إنقاص سرعة النبض في المريض بمقدار الربع ، والجرعة اليومية قد تتفاوت من 30 إلى 360 مجم .
خريطة دليل الكبد السابق