أ ـ الأعراض والعلامات

تفشل خلايا الكبد عن أداء وظائفها لأسباب عدة ، منها الحاد ومنها المزمن ، كما في التهابات الكبد بأنواعها (فيروسية وغير فيروسية ) ، وتليف الكبد ،والانسداد الصفراوي المزمن ، بما في ذلك أورام الكبد السرطانية ، وانسداد الشريان الكبدي أو الأوردة الكبدية .
أ ـ الأعراض والعلامات:
1ـ انحطاط الحالة الصحية للمريض ، ويبدو في شعوره بالضعف والإعياء ،وفقد الشهية ، والهزال ، وعلامات نقص التغذية . 
2ـ اليرقان ، وهو علامة أساسية ،وسببها هنا عجز الخلايا الكبدية عن التعامل مع صبغ الصفراء (البليروبين) ،ويزداد اصفرار اللون بازدياد انهيار الكبد .
3ـ من مظاهر الفشل الكبدي أن يزيد تسارع الدم في الدورة الدموية ، فيسرع النبض ، وينخفض الضغط ، وتتوائب دقات القلب ، وتكون الأطراف دافئة متوردة ، أو قد تزرق وتتعجر الأصابع إذا صاحبه الاستسقاء والانسكاب البلوري.
4ـ الحمى شائقة في مرضى الفشل الكبدي ، وسببها تسرب الميكروبات من الأمعاء وغيرها إلى الدم ، وعجز مصفاة الكبد المختلة عن حجز البكتريا والتعامل معها ، هذا الحمى تكون مفاجئة ومرتفعة ، أو تكون مخاتلة من التهاب البريتون في حالة الاستسقاء ، ثم هناك نوع آخر يصاحب مرضى التليف الكبدي ، وتكون درجة الحرارة فيه مرتفعة ارتفاعاً طفيفاً لا يتجاوز 38 ْ مئوية ، ولكنه مستمر ويشكل جزءاً من الصورة الإكلينيكية .
5ـ نتن الكبد ، هو تغير مميز في رائحة النفس ، يشبه أحياناً رائحة الفئران ، سببه مواد متولدة من الأمعاء ومتسربة إلى الدم ، هذه الرائحة المميزة من علامات فشل الكبد ، وقد تؤذن بقرب الدخول إلى الغيبوبة .
6ـ التغيرات الجنسية واختلال وظائف الغدد الصم شائعة ، في الذكور ضعف الشهوة والقدرة ، وتساقط شعر الجسم كالإبط والعانة والذقن ، تضخم الثدي (وقد يكون مؤلماً ) ، وصغر حجم الخصية ، أما الإناث ، ففيهن اضطراب الحيض وقد ينقطع ، وضمور الثدي ، وضمور الرحم ، والخصوبة عاد ضعيفة أو منعدمة .
7ـ تغيرات الجلد ، وقد سبق أن شرحناها في الكلام على "وسائل التشخيص" ، أهمها احمرار الكفين ، والعناكب الشريانية ، أما احمرار الكفين ، فقد يكون طبيعياً وشائعاً بين أفراد بعض العائلات ، وكذلك يظهر كثيراً في الحوامل ، وفي مرضى الغدة الدرقية ، ويكون الاحمرار واضحاً في قواعد الأصابع وخاصة الإبهام والخنصر (جانبي الراحة ).
وأما العناكب الشريانية ، فيكثر ظهورها في الوجه والرقبة وأعلى الصدر والذراعين ، وأحياناً تتخذ شكل الشعيرات الرفيعة الحمراء والزرقاء وتشبه بورق البنكنوت ،وعلينا ألا نخلط بينها وبين الشعيرات المنتشرة في الرجلين ، فهي من احتقان الأوردة ودوالي الساقين .
8 ـاختلال تجلط الدم ، وأهم عناصره الفيبرينوجين والبروثرومبين وكلاهما يعتمد على أداء خلايا الكبد .
9ـ الاستسقاء ، وله فصل خاص بالمدونة .
10 ـ التغيرات العصبية والنفسية : هذه تتفاوت شدتها من التغيرات النفسية البسيطة ، إلى الغيبوبة العميقة التي قد تفضي إلى الموت ، من الأعراض والعلامات المبكرة في المريض : اضطراب النوم، فيغلب عليه النوم نهاراً ولكنه يأرق ليلاً ، بطء الكلام وبطء الحركة عموماً ، تغير الشخصية ، كالقلق أو الاكتئاب أو عدم الاكتراث ، أو صعوبة التفكير أو تعثر الكتابة ، ارتعاش الجسم (الرعاش) من العلامات المهمة ، ويبدو واضحاً في اليدين والذراعين المبسوطين فكأنهما طائر يخفق جناحاه ، أما الغيبوبة فهي على درجات ، أبسطها التشويش واضطراب السلوك ، ثم الخمول والنعاس ، ثم الذهول واختلال الكلام ، وإن كان المريض لا يزال يستجيب لأوامر المتحدث ، وأخيراً الغيبوبة العميقة التي لا استجابة فيها ، وفي أمراض الكبد المزمنة كالتليف تظهر علامات إصابات الجهاز العصبي كالشلل السفلي وتشنج العضلات .
هذه التغيرات النفسية والعصبية ، قد تحدث في أمراض الكبد الحادة كالالتهاب المداهم ، أو في الأمراض المزمنة كالتليف ، خاصة إذا اتسعت الأوردة الجانبية الموصلة بين الوريد البابي والوريد الأجوف . وأقرب تفسير لمثل هذه التغيرات هو تسرب مادة ضارة تجد طريقها من الأمعاء إلى الدم ، تزوغ من الكبد وتصل إلى الدماغ فتفسد أداءه ، هذه المادة تنشأ من فعل بكتريا الأمعاء ، وأغلب الظن أنها مادة الأمونيا (النشادر) .
هناك طبعا احتمالات أخرى كالأمينات والأحماض الأمينية ، وهناك أيضاً الخلل الكيميائي الذي قد يصيب خلايا الكبد وخلايا الجسم عموماً ، كاضطراب توازن الحمض والقلوي ، أو اضطراب الإلكتروليات كالصوديوم والبوتاسيوم ، أو انخفاض نسبة السكر في الدم ، هذه الاضطرابات لها أحياناً أسباب مباشرة كالقئ أو الإسهال أو الأدوية المدرة للبول ، أو الحمى ، أو النزف أو الإفراط في أكل البروتينات كاللحوم ،أو الخمر أو الإمساك الشديد ، هذه الأسباب المباشرة قابلة للتصحيح ، وتشكل جزءاً مهما في العلاج .
خريطة دليل الكبد السابق