هـ ـ علاج الحصيات المرارية

الغرض من علاج هذه الحصيات له هدفان :
1ـ التخلص من الحصى
2ـ التخلص من المخزن الذي يالمرارة،لحصيات ،ويساعد على تكوينها (أي المرارة).

وقد ظلت عملية استئصال كيس المرارة ، لأكثر من قرن ، هي الحل الوحيد ، ولكن جدت في نهاية القرن العشرين حلول بديلة :

1ـ إذابة الحصى بتعاطي الأحماض الصفراوية (كين ودي أوكسي كولك ، أورسو دي أوكسي كولك) عن طريق الفم ،لمدة طويلة ، تمتد أحياناً إلى سنتين تختفي بعده الحصيات ، ولكن لهذه الطريقة قيوداً ومآخذ : منها أن الحصاة ، أو الحصيات ، يجب ألا يزيد قطر حجمها عن 1.5 سم ، وألا تكون محملة بالكالسيوم أو تكون من نوع حصى الصبغ ، وأن يكون كيس المرارة قابلاً للانقباض وإفراغ محتوياته ، أضف إلى ذلك أن الحصيات قد تتكون من جديد بعد التوقف عن العلاج بفترة ، ثم إن الدواء نفسه قد يسبب آثار جانبية كالإسهال أو اختلال وظائف الكبد . واضح إذن أن هذا العلاج لن يناسب معظم الناس ، وإنما قد نلجأ إليه في الحالات الخفيفة ، وفي المرضى الذين لا يصلحون للجراحة . وهناك طريقة أخرى لإذابة الحصى بأحد مركبات الإثير ، يدفع إلى جوف المرارة ، إما مباشرة عن طريق قسطرة تخترق الجلد ،وإما من خلال المنظار إلى قناة المرارة ، هذه الطريقة سريعة المفعول ، ولكن يعيبها أن هذه المادة مهيجة للغشاء المبطن للاثنا عشري ، وقد تمتص وتسبب التخدير .

2ـ تفتيت الحصى : هناك طريقة خارج الجسم ، لتحديد مكان الحصيات بالأشعة أو بالموجات فوق الصوتية ، ثم توجه إليها "موجات الصدمة" التي يولدها إلكترود خاص ، ومتى تفتت الحصيات ، فإنها يمكن أن تتسرب من خلال قناة المرارة ، او نعجل بإذابتها بالأحماض الصفراوية السابق ذكرها . وهناك طريقة أخرى مباشرة لتفتيت الحصى ، عن طريق قسطرة تدفع إلى جوف المرارة ، إما بتوجيه الأشعة وإما من خلال المنظار البريتوني.
 
3ـ استئصال المرارة : 
هذه الجراحة ، لا زالت الوسيلة المثلى للتخلص من الحصيات ومن الكيس الذي يولدها ويخزنها ، أي المرارة ، وهناك لذلك طريقتان :

أ ـ الطريقة التقليدية بفتح البطن : منذ فترة صدرت إحصائيات من أمريكا تقرر أن هذه العملية تجرى لـ 500000 (نصف مليون ) مريض ، وتتكلف بليون دولار سنوياً ، نسبة الوفاة 0.1%،يمن هم أقل من سن الخمسين، و 0.5% فيمن هم أكبر سناً ، وتزيد النسبة فيمن تجاوزوا سن 75 سنة ، وتكون حالاتهم إذن حرجة وعاجلة ، كانثقاب المرارة والتهاب البريتون ،وخير وسيلة لتجنب ذلك هو المبادرة بالجراحة الانتخابية (أي غير الاضطرارية) متى كانت الحصيات مصدراً للأعراض والشكوى منها ، خاصة في كبار السن ، ومن المهم ، في هذه الجراحة ، أن نتأكد من خلو القنوات من حصيات أخرى ، قد نغفل عنها ، وتصبح مصدراً للمضاعفات والمشاكل بعد انتهاء الجراحة .
ب ـ الطريقة الحديثة بالمنظار البريتوني: بدأت سنة 1987 ، وانتشرت من يومها ، وإن كانت الخبرة والكفاءة تختلف من شخص لآخر ، ويجب على الممارس لهذه الطريقة أن يكون جراحاً سبق له التمرس بجراحة الجهاز المراري ، لأن نحو 5% من هذه الجراحات الحديثة المستعملة بالمنظار تستعصي على التدخل الناجح ، ولا حل لها إلا بالتحول إلى جراحة تقليدية لفتح البطن ، نسبة المضاعفات في هذه الطريقة الجديدة تتراوح من 1.6ـ8% ، والوفاة من 0.1% ، ومزاياها : قلة الألم بعد الجراحة ، وسرعة الإفاقة ، وقصر مدة الإقامة بالمستشفى ، والعودة سريعاً إلى الحياة والعمل الطبيعيين .

4ـ فغر المرارة ، أي عمل فتحة في كيس المرارة لتصريف ما بها من حصيات أو صديد بإدخال أنبوب فيها ، وهي عملية اضطرارية نلجأ إليها أحياناً في كبار السن الذين لا يحتملون جراحة استئصال المرارة .

5ـ علاج حصيات القنوات المرارية : حصيات القنوات المرارية إما أن تكون ثانوية ، أي نشأت في كيس المرارة ثم تدحرجت إلى القنوات ،وإما أن تكون أولية ، نشأت في قناة غير طبيعية ، الحصيات الثانوية ، كانت تعالج عادة جراحياً ، باستكشاف القناة الصفراوية المشتركة ، وإدخال أنبوب على شكل حرف T في جوفها ، لتصريفها وتلوينها بالأشعة ، ثم استحدث المنظار لشق فتحة حلمة الاثنا عشري حتى تتساقط منها الحصيات ، وإلا لقطت أو فتت أو أذيبت إذا تمنعت ، أما الحصيات الأولية ، فالعلاج الأمثل لها ، استعمال المنظار لشق العضلة العاصرة في الحلمة ، وفتح الطريق لها فتحاً دائماً .

6ـ علاج تضيق القنوات المرارية أكثره ناجم عن تدخل جراحي ، وبعضه نتج عن التهاب أو ورم ، أو بلا سبب واضح ، والعلاج التقليدي هو قطع القناة فوق التضييق ثم إعادة توصيلها بالمعي الصائم ، أما الطريقة الحديثة فهي توسيع التضييق ببالون بوجه إليه ثم ينفخ فيه عن طريق المنظار أو مباشرة عبر الجلد ، ويمكن بعد توسيع التضييق تثبيت أنبوب قصير في جوف القناة يحافظ عليها سالكة.

7ـ مشاكل ما بعد استئصال المرارة : نحو ثلث المرضى الذي عولجوا باستئصال المرارة ، يشعرون بعدها بخيبة أمل ،وأن أعراضها وشكاواهم لا زالت باقية ، أغلب الظن ، أن هذا الإحباط سببه خطأ في التشخيص الأصلي ، خاصة إذا وجدت المرارة عند استئصالها خالية من الحصيات ، عندئذ قد يكون السبب الحقيقي اضطراباً نفسياً ، أو تقلص في القولون ، أو التهاباً في البنكرياس ، ثم هناك مجموعة من المشاكل سببها أخطاء فنية في الجراحة ذاتها ، كتضييق القناة المرارية ، أو إغفال حصيات متروكة في القناة ، أو بقية من قناة المرارة قد تعشش حصاة جديدة ، وهناك أخيراً ما يسمى عسر الحركة في العضلة العاصرة (عاصرة"أودي") في حلمة الاثنا عشري ، سببه تقلص في العضلة أو تليف وضيق فيها ،وعلاجه إما بشق العاصرة ، أو بتوسيعها بنفخ بالون عن طريق المنظار.
خريطة دليل الكبد السابق