أ ـ التهاب المرارة الحاد

ينشأ هذا عادة من انسداد المرارة بحصاة ، عندئذ تحتبس أملاح الصفراء في كيس المرارة المختنقة ، فتثير فيها التهاباً كيميائياً أو الأمر ، أضف إلى ذلك ارتفاع الضغط فيها الذي يعوق سريان الدم في أوعية جدرانها وتصبح معرضة للغنغرينا ، بعد ذلك تصبح المرارة مستهدفة لغزوها بالبكتريا ، والمرارة الملتهبة قد تنتفخ وتمتلئ بالصديد ، أو تتليف جدرانها وتنكمش ، أو تلتصق بالأعضاء المجاورة وهناك أقلية من حالات التهاب المرارة ليس بها حصيات ، وقد يكون السبب إذن ارتجاع إفراز البنكرياس المهيج إلى جوف المرارة ، لأن قناتيهما مشتركتان في مخرجهما.
أعراض الالتهاب ، أهمها الألم : يحس في فم المعدة أو في أعلى يمين البطن وقد يحال إلى المنكب الأيمن أو إلى الكتف ، وكثيراً ما تبدأ الأزمة أخر الليل عقب أكلمة دسمة ، وقد يصاحب الالتهاب أعراض عامة ، كارتفاع درجة الحرارة ، وزيادة عدد كرات الدم البيضاء ، والغثيان والانتفاخ شائعان ، وبفحص البطن ، قد لا تحس المرارة إذا لم تكن متضخمة ، إلا أن مكانها يكون عادة حساساً يمنع المريض من إكمال شهيقه عند لمسه (علامة "ميرفي") وتكون عضلات البطن فوقها متصلبة .
التهاب المرارالمرارة، قد يلتبس مع أمراض أخرى ، كالتهاب الزائدة الدودية ،والتهاب البنكرياس ، وانثقاب القرحة الهضمية ، والانسداد المعوي ، والتهاب بلورا الحجاب الحاجز ،واحتشاء عضلة القلب ، ودعيت مرة لفحص مريضة شخص مرضها بالتهاب حاد بالمرارة ، ولكني لاحظت ظهور ثلاث بئرات طازجة في الجلد فوق مكان المرارة ، وكان التشخيص المؤكد أنه التهاب فيروسي يصيب عصب الصدر في مرض يعرف بالحلأ المنطقي (هربس زوستر) ، والعذر طبعاً للطبيب الأول الذي فحصها قبل ظهور البثرات.
تشخيص التهاب المرارة ، يعتمد أساساً على الفحص بالموجات فوق الصوتية .
أما مصير الالتهاب والمزمن:يختلف : فقد ينصرف الالتهاب تلقائياً ، وقد يتكرر بعد فترة ويصبح الالتهاب مزمناً ،وقد يتدهور الموقف فتمتلئ المرارة بالصديد ، أو تتحول إلى الغنغرينا وعندئذ قد تنثقب وتؤدي إلى التهاب بريتوني صفراوي ، أو تحميها وتحصرها الالتصاقات بينها وبين الأحشاء المجاورة ،وقد تنفذ إلى جوف الأمعاء لتكون ناسوراً ، أو تسد قناة الكبد الصفراوية المشتركة وتسبب اليرقان (متلازمة ميريتزي Mirizzi Syndrome).
علاج التهاب المرارة الحاد يعتمد علي المسكنات ، والغذاء الخفيف ، ومضادات الحيوية ،وهناك اتجاه حديث ، يفضل التبكير باستئصال المرارة خلال الأيام الثلاثة الأولى بدلاً من العلاج التقليدي الذي يؤجل الجراحة إلى ستة أسابيع أو أكثر .
خريطة دليل الكبد السابق