ب ـ التهاب المرارة المزمن

هذا هو أكثر أمراض المرارة شيوعاً ، وفي الغالبية العظمى يصاحبه وجود الحصيات المرارية ، والتهاب المرارة المزمن قد يعقب التهابها الحاد ، ولكن الأغلب أن ينشأ مخاتلاً بمرور الزمن ، جدار المرارة ينكمش ويغلظ ،وقد يتكلس (أشبه بالخزف الصيني) ، وتترسب الصفراء فيها فتكون الطين والحصى ،وواحدة من هذه تسد عادة عنق المرارة .

أعراضه :
قد تعتي المريض نوبات مفاجئة من الالتهاب الحاد أو المغص المراري أو اليرقان المؤقت ، ولكن أكثر الأعراض مزمنة وغير محددة : انتفاخ البطن ، عسر هضم وغثيان ، خاصة بعد الطعام الدسم إذا كان محمراً أو مقلياً أو مسبوكاً ، ضيق مبهم في فم المعدة أو جانب البطن الأيمن العلوي ، يتحسن بعض الشئ إذا تجشأ (تكرع) المريض ، وقد يحس بألم عند جس مكان المرارة (علامة"ميرفي").
المريض التقليدي امرأة بدينة ، ولادة ، متوسطة العمر ، من أسرة يكثر بين أفرادها مرض المرارة ، وتشكو من الانتفاخ ـ من هنا"السداسي" المشهور في تعليم طلبة الطب بالفاءات الستة[6Fs] (female;fat;fertile;forty;familial;flatulent) ولكن ، طبعا لكل قاعدة شواذ.

التشخيص الأساسي يعتمد على التصوير بالموجات فوق الصوتية ، والتفريق بين التهاب المرارة المزمن وغيره من الأمراض المتشابهة سبق ذكره في الالتهاب الحاد ، ونضيف إليه هنا المعي العصبي (تقلص القولون وانتفاخه). والعلاج يكون بإذابة الحصيات أو تفتيتها إذا كانت شفافة (خالية من الكالسيوم) ، وإلا لجأنا إلى استئصال المرارة إذا كانت منغصة .
هناك نوع من التهاب المرارة سببهالمرارة"،ود ، خاصة في نهاية الأسبوع الثاني أو بعده ، لكنه أصبح نادراً بعد عصر مضادات الحيوية ،أما "حامل ميكروب التيفود" ، الذي يأوي ويخزن الميكروب في المرارة ويصبح مصدراً للعدوى (كما في حالة "ماري التيفودية" المشهورة) ، فيمكن علاجه بالأمبسلين ، وإلا اضطررنا إلى استئصال المرارة .
هناك أيضاً ما يسمى "كولسترولية المرارة" ، وفيها يترسب الكولسترول في جدار المرارة ويكون حبيبات صغيرة أشبه بثمرة الفراولة ،يصعب تشخيصها بالموجات فوق الصوتية ، وقد تبدو واضحة بالأشعة الملونة وعلاجها استئصال المرارة إذا كانت مصدراً للمتاعب ،وهي مرض شائع .
خريطة دليل الكبد السابق