تدخل المعادن الثقيلة إلى الجسم عن طريق ثلاثة طرق رئيسية:
1ـ طريق التنفس
باستنشاق الأتربة والأدخنة المعدنية حيث تترسب في المسالك التنفسية العليا والحويصلات الهوائية ثم تذوب في الرطوبة المغلفة للمسالك التنفسية وتنتشر في داخل الخلايا المبطنة لجدار الحويصلات الهوائية ومنها تنتشر إلى الشعيرات الدموية والأوردة ثم تصل إلى القلب حيث يوزعها على أنسجة الجسم المختلفة ويعتبر طريق الاستنشاق أخطر طرق الإصابة بالتسمم بالمعادن حيث قد تصل درجة امتصاص المواد الذائبة إلى 100%
2 ـ طرق الجلد:
وهو يلي طريق التنفس في الأهمية إذ تترسب الأدخنة والأتربة المعدنية من الأحجام المختلفة على الأجزاء المكشوفة من الجلد وعلى الملابس وتؤثر بعض الأتربة المترسبة على الجلد نفسه تهيجاً أو التهاباً تختلف شدته تبعاً لنوع هذه الأتربة ودرجة نشاطها وتركيزها وقد تنتج حالات من الحساسية لهذه المواد وتذوب المواد المترسبة على الجلد في العرق أو الرطوبة المغلفة للجلد ثم تنتشر إلى داخل خلايا الجلد ومنها إلى الأوردة الموجودة بالجلد ثم يحملها الدم إلى القلب حيث يوزعها مع الدم الشرياني إلى مختلف أنسجة الجسم وتبلغ درجة امتصاص الجسم للأملاح المترسبة على الجلد ما يعادل 15% من الكميات المترسبة عليه وتجدر الإشارة إلى أن الأتربة المترسبة على ملابس العمال في قطاع الصناعة ربما فاقت في تأثيرها السئ الأتربة المترسبة على الجلد المكشوف وذلك في حالة عدم إبدال ملابس العمل الملوثة مما يؤدي إلى بقائها ملامسة للجلد لفترات طويلة مما يضاعف من فرصة انتقال الأتربة إلى داخل الجسم ويبقى احتمال الضرر قائماً حتى لو اغتسل العامل يومياً دون أن يبدل ملابسه
3ـ طريق الفم:
يتعرض الإنسان لابتلاع المعادن السامة أو مركباتها عن طريق شرب محاليلها بطريق ويؤدي هذا إلى الإصابة بحالات التسمم الحاد وقد يفضي إلى الوفاة كذلك يتعرض الإنسان للإصابة بالتسمم نتيجة لتلوث الأيدي بالمعدن أو أملاحه في المصانع وإهمال غسلها قبل تناول الطعام أو نتيجة تلوث الأطعمة نفسها من جراء حفظها أو تناولها في هذه الأماكن وتمتص المعادن التي يبتلعها العامل ومركباتها بواسطة جدار القناة الهضمية ثم تنتقل إلى الكبد عن طريق الأوردة الدموية حيث يحتجز جزءً كبيراً منها ويفرزه مع الصفراء إلى داخل الأمعاء وينتقل الجزء الباقي من المعادن عن طريق الدم من الكبد إلى القلب حيث يوزعها مع الدم الشرياني على أنسجة الجسم المختلفة