تفرز المعدة يوميا لترين أو أكثر من عصارتها الهاضمة التي تحتوي على (0.2 ـ 0.4 %) من "حامض الهيدروروكلوريك" وكذلك على إنزيمين من إنزيما الهضم هما "الببسين" و"الرينين".
وحمض المعدة "الهيدروكلوريك" ذو فائدة مؤكدة في هضم المواد البروتينية التي تصل إلى تجويف المعدة ورغم ذلك قد ينقلب إلى وحش مدمر إذا زاد إفرازه عن المعدل الطبيعي فيهاجم الغشاء المخاطي ويؤدي إلى تآكله وحدوث تقرحات في المعدة والاثنى عشر ومن أجل ذلك كان لابد لهذا الحامض من ضوابط.
وقد أودع الله سبحان وتعالى هذه الوظيفة في "هرمون الجسترين" الذي يفرزه غشاء المعدة أيضا ولكن في خلايا أخرى غير التي تقوم بإفراز الحامض ولا يصب هذه الهرمون في تجويف المعدة وإنما يصل إلى الدم مباشرة وذلك هو السبب في إطلاق اسم "هرمون" عليه فقد اصطلح الأطباء على إطلاق لفظ "العصارات" على إفرازات الغدد التي تصب في قنوات الجهاز الهضمي.
وهرمون الجسترين هو السيد المطاع بالنسبة لحامض المعدة فهو الذي يأمره بالزيادة أو بالنقص ولا يزاول الجسترين هذه السلطة بطريقة عشوائية جهولة وإنما يزاولها بكل المنطق وكأنما أودعه الله عقلا يميز به ما يحقق الخير للجسم فحينما يصل الطعام إلى تجويف المعدة أثناء الأكل ويحتاج الجسم إلى زيادة إفراز حامض المعدة لبدء عملية هضم المواد البروتينية ينطلق هرمون الجسترين إلى الدم ويثير خلايا المعدة التي تفرز الحامض فينشطها ويزيد إفرازها.
ولكن حينما تصل درجة الحموضة في تجويف المعدة إلى درجة معينة قد تنذر بالخطر ويتوقف إفراز الجسترين فتكف خلايا الحامض عن الإفراز ولذا تقل الحموضة تلقائيا ولا يسمح لها بتجاوز المعدل المطلوب وهو ميزان دقيق أوجده الله سبحانه وتعالى وكل غدة تقوم بالإفراز فوقها غدة أخرى تتحكم في إفرازها زيادة أو نقصانا ضمانا لضبط العمليات الفسيولوجية هو درس آخر من دروس الطبيعية.
ولا يختل هذا الميزان إلا في بعض الأورام النادرة التي تطلق كميات ضخمة من هرمون الجسترين بغض النظر عن حاجة الجسم أو عن مدى امتلاء المعدة بالطعام وهنا ينطلق حامض المعدة بصورة مجنونة مفرطة ولا غرو أن يفقد الحامض عقله طالما أن سيده فقد عقله فتحدث تقرحات متعددة في المعدة والاثنى عشر وتزداد الحموضة زيادة رهيبة.
نكرر أن هذه الحالة النادرة تعرف طبيا باسم "مرض زولينجر اليسون" وهذه الحالة تختلف عن القرحة المعروفة ومن الممكن أيضا أن يختل ميزان التوازن بين حامض المعدة وهرمون الجسترين بطريق آخر وذلك أن الغشاء المخاطي للمعدة قد يضمر وتنكمش خلاياه ولذا تقل قدرته على إفراز الحامض بينما قدرته على إفراز هرمون الجسترين قد تبقى طبيعية.
وفي هذه الحالة لا تؤدي زيادة إفراز الجسترين إلى أي زيادة في إفراز الحامض كما هو المتوقع لضمور خلايا الغشاء المخاطي وبذا تخرج خلايا الحامض عن سيطرة الجسترين لا تمردا ولكن عجزا فأنت لا يمكنك أن تجبر حصانا منهكا على العمل مهما كان لسع سوطك.
بالإضافة إلى ما سبق فقد ثبت في السنوات الأخيرة أن هناك علاقة بين الجسرتين وفتحة الفؤاد وبين المرئ والمعدة فزيادة الجسترين تؤدي إلى إغلاق هذه الفتحة وبذا ينحصر الحامض في تجويف المعدة التي تصبح شبه مغلقة فتزداد كفاء عملية الهضم.
أما قلة إفراز الجسترين ـ كما يحدث عند تناول المواد الدهنية بكثرة ـ فإنها تؤدي إلى عدم إغلاق فتحة الفؤاد إغلاقا جيدا فتصبح مثل الباب الموارب الذي يسمح بتسلل حامض المعدة إلى المرئ وهو مالا ينبغي أن يحدث قط وينشأ الشعور بالحموضة أساسا من هذه "الارتجاع" أي من وصول الحامض إلى المرئ وليس من زيادة إفراز الحامض في حد ذاته ولعل مما يتفق مع قولنا هذا ما نلاحظ من وطأة الشعور بالحموضة أثناء الليل بعد وجبة عشاء دهنية دسمة ، إذ أن الاستلقاء أو النوم يساعد الحامض أيضا على الارتجاع والتسلل إلى المرئ.
ولعل خير نصيحة نوجهها ونحن نتكلم عن الجسترين هو تجنب تناول المواد الدهنية في وجبة العشاء وعدم الاستلقاء عقب تناول الطعام مباشرة.
وحمض المعدة "الهيدروكلوريك" ذو فائدة مؤكدة في هضم المواد البروتينية التي تصل إلى تجويف المعدة ورغم ذلك قد ينقلب إلى وحش مدمر إذا زاد إفرازه عن المعدل الطبيعي فيهاجم الغشاء المخاطي ويؤدي إلى تآكله وحدوث تقرحات في المعدة والاثنى عشر ومن أجل ذلك كان لابد لهذا الحامض من ضوابط.
وقد أودع الله سبحان وتعالى هذه الوظيفة في "هرمون الجسترين" الذي يفرزه غشاء المعدة أيضا ولكن في خلايا أخرى غير التي تقوم بإفراز الحامض ولا يصب هذه الهرمون في تجويف المعدة وإنما يصل إلى الدم مباشرة وذلك هو السبب في إطلاق اسم "هرمون" عليه فقد اصطلح الأطباء على إطلاق لفظ "العصارات" على إفرازات الغدد التي تصب في قنوات الجهاز الهضمي.
وهرمون الجسترين هو السيد المطاع بالنسبة لحامض المعدة فهو الذي يأمره بالزيادة أو بالنقص ولا يزاول الجسترين هذه السلطة بطريقة عشوائية جهولة وإنما يزاولها بكل المنطق وكأنما أودعه الله عقلا يميز به ما يحقق الخير للجسم فحينما يصل الطعام إلى تجويف المعدة أثناء الأكل ويحتاج الجسم إلى زيادة إفراز حامض المعدة لبدء عملية هضم المواد البروتينية ينطلق هرمون الجسترين إلى الدم ويثير خلايا المعدة التي تفرز الحامض فينشطها ويزيد إفرازها.
ولكن حينما تصل درجة الحموضة في تجويف المعدة إلى درجة معينة قد تنذر بالخطر ويتوقف إفراز الجسترين فتكف خلايا الحامض عن الإفراز ولذا تقل الحموضة تلقائيا ولا يسمح لها بتجاوز المعدل المطلوب وهو ميزان دقيق أوجده الله سبحانه وتعالى وكل غدة تقوم بالإفراز فوقها غدة أخرى تتحكم في إفرازها زيادة أو نقصانا ضمانا لضبط العمليات الفسيولوجية هو درس آخر من دروس الطبيعية.
ولا يختل هذا الميزان إلا في بعض الأورام النادرة التي تطلق كميات ضخمة من هرمون الجسترين بغض النظر عن حاجة الجسم أو عن مدى امتلاء المعدة بالطعام وهنا ينطلق حامض المعدة بصورة مجنونة مفرطة ولا غرو أن يفقد الحامض عقله طالما أن سيده فقد عقله فتحدث تقرحات متعددة في المعدة والاثنى عشر وتزداد الحموضة زيادة رهيبة.
نكرر أن هذه الحالة النادرة تعرف طبيا باسم "مرض زولينجر اليسون" وهذه الحالة تختلف عن القرحة المعروفة ومن الممكن أيضا أن يختل ميزان التوازن بين حامض المعدة وهرمون الجسترين بطريق آخر وذلك أن الغشاء المخاطي للمعدة قد يضمر وتنكمش خلاياه ولذا تقل قدرته على إفراز الحامض بينما قدرته على إفراز هرمون الجسترين قد تبقى طبيعية.
وفي هذه الحالة لا تؤدي زيادة إفراز الجسترين إلى أي زيادة في إفراز الحامض كما هو المتوقع لضمور خلايا الغشاء المخاطي وبذا تخرج خلايا الحامض عن سيطرة الجسترين لا تمردا ولكن عجزا فأنت لا يمكنك أن تجبر حصانا منهكا على العمل مهما كان لسع سوطك.
بالإضافة إلى ما سبق فقد ثبت في السنوات الأخيرة أن هناك علاقة بين الجسرتين وفتحة الفؤاد وبين المرئ والمعدة فزيادة الجسترين تؤدي إلى إغلاق هذه الفتحة وبذا ينحصر الحامض في تجويف المعدة التي تصبح شبه مغلقة فتزداد كفاء عملية الهضم.
أما قلة إفراز الجسترين ـ كما يحدث عند تناول المواد الدهنية بكثرة ـ فإنها تؤدي إلى عدم إغلاق فتحة الفؤاد إغلاقا جيدا فتصبح مثل الباب الموارب الذي يسمح بتسلل حامض المعدة إلى المرئ وهو مالا ينبغي أن يحدث قط وينشأ الشعور بالحموضة أساسا من هذه "الارتجاع" أي من وصول الحامض إلى المرئ وليس من زيادة إفراز الحامض في حد ذاته ولعل مما يتفق مع قولنا هذا ما نلاحظ من وطأة الشعور بالحموضة أثناء الليل بعد وجبة عشاء دهنية دسمة ، إذ أن الاستلقاء أو النوم يساعد الحامض أيضا على الارتجاع والتسلل إلى المرئ.
ولعل خير نصيحة نوجهها ونحن نتكلم عن الجسترين هو تجنب تناول المواد الدهنية في وجبة العشاء وعدم الاستلقاء عقب تناول الطعام مباشرة.