والآن جاء دور الأعراض ، إنها كثيرة وتختلف من مريض لآخر ولكن هذه هي أهم الأعراض:
يشكو عدد كثير من المرضى من آلام في الجهة اليسرى من البطن وخاصة تحت الضلوع اليسرى وقد يظن المريض أن مصدرها
القلب أو الرئتين وتأتي هذه الآلام في صورة تقلص شبيه بالتقلص الذي يصيب عضلة الساق أو القدم وقد يستمر الإحساس بالألم عدة ساعات أو أيام بصورة متفاوتة وقد يزول بعد نصف ساعة أو أقل وهناك نوع آخر من الآلام يحس بها المريض ويصفها بأنها حارقة نوعاً ما أو ذات وخز متقطع وكثيراً ما تظهر هذه الآلام في الصباح وقت الاستيقاظ من النوم ويزول الألم أو تخف حدته بعد أن يذهب المريض إلى دورة المياه وربما يشعر المريض بالألم حول السرة .
وككل صناعة يتم فيها تحويل أية مواد معقدة إلى مواد بسيطة لابد أن تبقى بعض الفضلات التي تمر من الأمعاء الدقيقة إلى الأمعاء الغليظة حتى يتم التخلص منها على شكل براز كما هو معروف ولكن مرور هذه الفضلات في المصران الغليظ يسبب اختلاطها ببعض البكتريا الطبيعية الموجودة فيه فتحلل وينتج عن ذلك بعض الغازات وأهمها غاز أكسيد الكربون (عديم الرائحة) ويتكون في الأمعاء الدقيقة حوالي 3ـ4 لتر يومياً نتيجة للتفاعل الكيميائي بين الحامض الموجود في إفراز المعدة والقلويات الموجودة في عصارة البنكرياس ويتكون الغاز أيضاً من تخمر المواد النشوية ، هذا بالإضافة إلى أن ابتلاع الهواء مع الطعام أو الشراب بطريقة غير إرادية ينقل هذا الهواء إلى الأمعاء ليخرج عن طريق الشرج في صورة ريح أيضاً وتتحلل المواد البروتينية فتسبب تكوين غازات ذات رائحة كريهة مثل غاز كبريتيد الإيدروجين ، كما أن تحلل المواد الدهنية يكون غازات كريهة أيضاً وجزء من هذه الغازات يتم امتصاصه في الدم من جدار القولون ويذهب إلى الكبد حيث تزال منها المواد المسببة للرائحة الكريهة ثم يذهب بطريق الدم أيضاً إلى الرئتين ويتم التخلص منه مع هواء الزفير ، أما الجزء المتبقى فيتم طرده أثناء التبرز ويكون ذا رائحة كريهة وهذا أمر طبيعي.
ولكن هذه الدورة الفسيولوجية قد تصبح غير طبيعية إذا حدث ما يأتي
1ـ تناول مواد ذات طبيعة منتجة للغازات بكثرة مثل المواد النشوية بكميات كبيرة
2ـ عدم قدرة جدار القولون على امتصاص الكمية اللازمة والمفروضة لوجود التهاب مزمن في هذا الجدار يؤثر على وظيفته كالدوسنتاريا المزمنة.
3ـ كبت الرغبة في إخراج الغازات وهذا أمر بالغ السوء لأن استمرار وجودها يسبب الانتفاخ والإحساس بالخمول بل ويؤثر أيضاً على جدار القولون مسبباً بعض التشنجات به وما تسببه هذه التشنجات من إحساس بالألم وعدم القدرة على الحركة والتركيز وحتى تكون الصورة واضحة فإننا سنتحدث عن الغازات بالتفصيل.