يعتبر مرض القولون العصبي أو المتقلص هو المرض الثاني من ناحية كثرة شيوعه بعد نزلات البرد ولقد أصبح من المؤكد للأطباء أن لهذا المرض علاقة واضحة بالتوتر النفسي فهو "ينتقي" الأشخاص الذين يعانون من صعوبة في التأقلم مع ظروفهم الصعبة ومع
متاعبهم اليومية في حين يفلت من قبضته الأفراد المنطلقين الأقل تعرضاً للإرهاق الذهني والنفسي.
ومما يظهر الطبيعة العصبية لهذا المرض زيادة حدته واشتداد أعراضه كلما مر المريض بفترة صعبة في حياته مع عودة إلى التحسن عند الاسترخاء أو خلال الإجازات الهادئة.
ومعظم ضحايا هذا المرض الشائع هم الأفراد من ذوي الطبع الرقيق الحساس أو الوسواس أو المفكر فهو على سبيل المثال يصيب طلبة وطالبات الجامعة أكثر مما يصيب شباب القرى الأقل تعرضاً للتفكير؟ والقيود الاجتماعية كذلك يهاجم بكثرة أصحاب الأعمال الذهنية المصحوبة بالتوتر كالمديرين والمحاسبين ورجال القانون بينما لا يؤثر على العمال اليدويين إلا قليلاً ، ومن الملاحظات الجديرة بالذكر أن تقلصات القولون العصبي تصيب من يكتمون انفعالاتهم أكثر ممن يظهرونها ويبدو أن التعبير عن الغضب أقل ضرراً على الجهاز الهضمي من كتمان الانفعالات.