22 ـ تحدث مع الطبيب بشأن دواء الكولستين Cholestin ـ(1)

إنني لست على يقين ـ لكي أكون صادقاً ـ مما إذا كان الكولستين ينتمي إلى قسم المكملات ،و على الرغم من أنه يتم شراؤه من السوق بدون وصفات طبية ـ من وجهة نظري ـ إلا أنه في الحقيقة دواء ، فإذا اخترت أن تتناول الكولستين ، فلابد أن يعرف الطبيب ذلك.
فالطبيب يرغب عادة في إجراء اختبار أو فحص لصورة الكولسترول وكذلك وظائف الكبد .
والكولستين هو خميرة حمراء تخمر على الأرز ، وهو كذلك يستخدم كبهار يعطى بط بكين لونه الأحمر المميز ، وهو أيضاً مكون
أساسي في نبيذ الأرز الصيني ، إن الخميرة الحمراء التي تتخمر على الأرز شاع استخدامها منذ قرون طويلة في الصين في الطهو وكدواء طبي ،والشئ المثير هو أن أحد المكونات الرئيسية لدواء الكولستين هو مفينولين mevinolin ، وهو مركب مشابه تماماً لمركب لوفاستاتين lovastatin ميفاكور Mevacor والميفاكور دواء قوي لتخفيض الكولسترول ، من فصيلة الأدوية التي تعرف بالاستاتينات ، وثمة أدوية أخرى من هذه الفصيلة تشمل أتورفاستاتين atorvastatin و سميفاستاتين simvastatin (زكور Zocor) ،و فلوفستاتين fluvastatin (ليسكول Lescol) وبرافاستاتين pravastatin (برافاكول Pavachol) وكل هذه الأدوية سوف نناقشها في هذه المدونة .
ولقد دخل دواء كولستين إلى الأسواق في عام 1997 محاطاً بضجة إعلانية كبيرة من شركة تصنيع الكولستين مؤسسة فارمانكس (Pharmanex, Inx) والتي وضعت إعلانات ضخمة في كثير من المجلات الشهيرة ، ولقد جذبت هذه الحملة الإعلانية انتباه إدارة الأغذية والأدوية ، حيث إنهم قد عملوا أن الكولستين يخفض مستوى الكولسترول بنسبة 25 أو 40 نقطة ، وأن تركيبه يشبه الدواء المخفض للكولسترول ميفاكور Mevacor لذا تدخلت إدارة الأغذية والأدوية وقررت أنه يجب الإعلان عن الكولستين كدواء صيدلي ،وليس كمكمل غذائي ، وعندما شرعت إدارة الأغذية والأدوية في سحب الكولستين من فوق أرفف محلات الأغذية الصحية ، قامت مؤسسة فرمانكي بتحدي إدارة الأغذية والأدوية أمام القضاء والمحاكم ، ولقد دهش كثير من الناس عندما أصدر القاضي الفيدرالي في مدينة "سولت ليك" في "يوتاه" ، حكمه لصالح مؤسسة فرمانكس التي تنتج الكولستين ، وقد تم شراء هذه الشركة منذ ذلك الوقت من قبل شركة نوسكين العالمية في بروفو بولاية "يوتاه" الأمريكية.


وعند هذه النقطة لم يعد لديك شك في أن الكولستين دواء ناجح(طالما أنه تم تشبيهه بدواء ميفاكور) ، ولكن قد تتساءل كيف يعمل هذا الدواء؟ وقد تتساءل أيضاً كيف يستخدم بطريقة جيدة إذا كانت له آثار جانبية؟ ومثله مثل الميفاكور يعمل الكولستين بواسطة عرقلة إنزيم رئيسي يشترك في إنتاج الكولسترول في الكبد ، وهذا الإنزيم يسمى HMG CoA Reductase (إنزيم مختزل أو محفز) ،وكلا الكوستين والميفاكور يعرقلان هذا الإنزيم ،والنتيجة النهائية هي أن قليلاً من الكولسترول يتم إنتاجه في الكبد.
إن الكولستين والميفاكور وسائر الأدوية من فصيلة الإستاتين تزيد من عدد مستقبلات الدهون منخفضة الكثافة على خلايا الكبد ، وتزيل مستقبلات الدهون منخفضة الكثافة (الكولسترول الضار) ، من مجرى الدم ، لذا فإنك عندما تزيد من جرعة أي دواء إستاتين ، فإنك تخفض مستوى كولسترول الدم بفاعلية أكثر.
وعند تناول الكوستين حسب توجيهات المصنع (عدد كبسولتين 600 ملجم مرتين في اليوم ، ليصل المجموع الكلي إلى 2400 ملجم يومياً ) ، فسوف ينخفض الكولسترول بنسبة 21% ، وهذا يعادل تقريباً جرعة منخفضة من دواء ميفاكور.
عندما ظهر الكولستين لأول مرة 1997 ، كانت كل الدراسات التي استشهد بها من الصين ، حيث يتناول الناس في الصين عادة غذاء مختلفاً عن الناس في الولايات المتحدة ، فمن المهم أن تدرك ما إذا كان الكولستين يعمل بطريقة جيدة في الولايات المتحدة كما هو في الصين ، والنتيجة هي أنه يعمل جيداً مع كلا الجنسين.
ففي فبراير 1999 قام الدكتور "ديفيد هبر" من جامعة كاليفورنيا بنشر تقرير في أمريكان جورنال أوفي كلينيكال نيوترشن American Journal of Clinical Nutrition في الصحيفة الأمريكية للتغذية السريرية ، وشملت دراسته 83 متطوعاً ، بعد ثمانية أسابيع من تناول الكولستين ، كان متوسط انخفاض الكولسترول عند المشاركين 17% في مستوى الكولسترول الكلي.
وفي مارس 1999 تم عرض دراسة أمريكية ثانية في اجتماع جمعية القلب الأمريكية في أورلاندو ، فلوريدا ، وقام بهذه الدراسة الدكتور"جيمس رايبي" ، وهو متخصص أمراض قلبية في كلية طب جامعة "توفتس" في بوسطن ،وتشمل الدراسة 233 شخصاً (يعالجون في 12 مركزاً طبياً مختلفاً) وكان متوسط المستوى الأساسي للكولسترول 242ملجم/ديسيلتر ،ومستوى الدهون منخفضة الكثافة 158مجلم/ديسيلتر.
وبعد تناولهم الكولستين لمدة ثمانية أسابيع ، انخفض الكولسترول الكلى عندهم بمتوسط 16.4% و 206ملجم/ديسيلتر ، أما متوسط كولسترول الدهون منخفضة الكثافة فقد انخفض بنسبة 21% و125 ملجم/ديسيلتر ، أما كولسترول الدهون مرتفعة الكثافة للمشتركين فقد تأثر أيضاً بطريقة إيجابية ، حيث زاد بنسبة 14.6% أثناء الدراسة التي استمرت ثمانية أسابيع ، والخط القاعدي لكولسترول الدهون مرتفعة الكثافة كان 50 ملجم/ديسيلتر ،وفي النهاية الدراسة أصبح 57 ملجم/ديسلتر.
خريطة دليل الكوليسترول السابق