23 ـ استخدم بنيكول وتيك كونترول بدلاً من الزبد والسمن

يعد الإستانول والإستيرول اثنان من أقوى المكملات الغذائية الصحية (وهما متوافران في أنواع السمن النباتي مثل بنيكول لايت وتيك كنترول) وفي زيوت الخضراوات ولباب الخشب ،وهما يخفضان كولسترول LDL بواسطة منع امتصاص الكولسترول من الأمعاء.
ولقد أجريت دراسات على الإستانول والإستيرول لمدة أربعين عاماً ، وقد تمت دراسة تأثيره على البشر لأول مرة في 1950 ، فلقد
كانت المشكلة هي أن العلماء قد شعروا بأنه لابد من تناول كميات كبيرة من الإستيرول ، ولقد كانت الدراسات المبكرة ـ غالبا ـ تستخدم 18 جراماً من دهون الإستيرول النباتية في اليوم ،وهي كمية أكبر كثيراً من جرامين أو ثلاثة يومياً كما هو مقترح فيما بعد ، ولقد أثبتت هذه الدراسات المبكرة أن نبات الإستيرول يمكن أن يخفض الكولسترول ، ولكن الجرعات الكبيرة التي كانت ضرورية في ذلك الوقت كانت على شكل مساحيق (بودرة) أو سوائل معلقة ، أو حبيبات ،وذلك ما كان يجعلها لا تروق للمريض.
وفي سنة 1977 نشرت الدكتورة "آن" والدكتور "بوب ليز" اكتشافاتهما البحثية المهمة في الجريدة ذات الشأن "تصلب الشرايين" حيث وجد الباحثان أن الجرعات المنخفضة (ثلاثة جرامات) كان لها نفس فاعلية الجرعات الأعلى التي تم استخدامها سابقاً.
ولسوء الحظ ، فلم يتم عمل المزيد من الأبحاث عن الإستانول والإستيرول النباتي حتى منتصف الثمانينات أوائل التسعينات من القرن العشرين ، والسبب المحتمل في أنه هذه المواد لم يتم تتبعها جيداً كعوامل مخفضة للكولسترول هو أن الناس لم يستمعتوا بتناولها كمسحوق أو سائل معلق أو حبيبات ،وكل هذه الأمور تغيرت عندما اقترح "واتسون" وزملاؤه أن أفضل وسيلة هي أن نقدم إستانول وإستيرول النباتي من خلال الدهون الغذائية ،في أوائل التسعينات 1990 قامت مجموعة من الباحثين الفنلنديين بتطوير منتجين يحتويان على إستانول النباتي هما عبارة عن مايونيز وسمن نباتي ،وفي نفس الوقت طورت شركة لبيتون سمن إستيرول وفي النهاية كانت منتجات المارجين (سمن نباتي) هي النجاح الموفق .
إن الإستانول النباتي والإستيرول النباتي يماثلان الكولسترول من ناحية التركيب ، وحقيقة هما ينافسان الكولسترول لتكوين مادة شبه غروية Mixed Micelles تسمى"المذيلات المختلطة" لكي يتم امتصاص الكولسترول مرة أخرى داخل مجرى الدم من الأمعاء ، يجب أن يتم تغليفه بشئ يسمى المادة الغروية(المذيلات) وإذا لم يجد الكولسترول الغذائي طريقه إلى هذه المادة فإنه سوف يخرج مع الغائط ، ويقوم الإستانول والإستيرول النباتيان بعمل ممتاز في منع امتصاص الكولسترول الغذائي ، ومع ذلك فهما رديئاً الامتصاص ، وكنتيجة لذلك ،وبعد أن يؤديا وظيفتهما يخرجان م الجسم مع الفضلات.
ونحن نتناول هاتين المادتين يومياً فهما من المواد الطبيعية المتوافرة في الخشب والخضراوات وزيوت الخضراوات والأرز والفاصوليا ونباتات أخرى ،ولكن لكي نخفض الكولسترول بشكل كبير ، يجب تناولهما بكميات أعلى مما نتناوله يومياً ، ويتناول معظم الأشخاص في الولايات المتحدة ما بين 160 و 360 ملجم من الإستيرول النباتي يومياً .
لذا فإن النباتيين الذين يعتمدون في غذائهم كثيراً على الذرة والفاصوليا يستهلكون كميات أعلى بكثير من الإستيرول النباتي ، وعلى سبيل المثال ، هنود تاراهيومارا يستهلكون ما يقرن من 500 ملجم من الإستيرول النباتي في اليوم ، ويستمدونه غالباً من الذرة والفاصوليا ،ولكي نحقق تخفيضاً مؤثراً في الكولسترول (حوالي 10إلى 14% خفضاً في LDL) نطلب من الناس أن يستهلكوا ما بين جرامين وثلاثة جرامات من الإسيترول النباتي أو الإستانول في اليوم ، أي ما يعادل ملعقتين أو ثلاث ملاعق من سمن الإستانول أو الإستيرول النباتيين.
وكما ذكرنا سابقاً ، فإن هذا السمن النباتي يحمل الاسم التجاري بينكول (سمن الإستانول النباتي) وتيك كونترول(سمن الإستيرول النباتي) وعندما أطلب من الناس أن يستخدموا هذا النوع من السمن النباتي يأتيني واحد من اثنين من ردود الأفعال ، فإذا كنا قد قابلنا ذلك الشخص منذ برهة قصيرة ، فإنه يقول "أنا لا أريد أن أتخلى عن الزبد " وهذا يكون سهل الإقناع ، فأنا أطلب منه أن يقوم باستبدال السمن النباتي بالزبد حتى زيارته التالية ، إن طعم السمن النباتي طيب المذاق ، لذلك عندما يحين وقت زيارته الثانية ، يكون قد رأى التقدم الذي أحرزه ،ومن ثم لا يرى بأساً في الاستمرار في استخدام السمن النباتي.
على الجانب الآخر ، هناك كثير من المرضى الذين كنت أراهم لسنين طويلة ، وهؤلاء الأشخاص توقفوا عن تناول السمن النباتي ، أو يستخدمون كميات ضئيلة من سوائل الطهو فقط. وبمجرج أن أطلب هؤلاء الناس أن يعودوا مرة أخرى لاستخدام السمن النباتي بما فيه من دهون وسعرات حرارية ، يتشككون في سلامة رأيي، وبالنسبة لهؤلاء أوضح لهم أن هناك أنواعاً خفيفة من بنيكول وتيك كونترول ، فملعقتان كبيرتان من بنيكول لايت سوف تضيف عشرة جرامات من الدهون ، وحوالي خمسين سعراً حرارياً في اليوم للشخص ، أما البنيكول العادي يزيد 18 جراماً من الدهون لكل ملعقتين ، ولذلك يكون النوع الخفيف أفضل ،ونفس الكمية من تيك كونترول لايت يضيف حوالي 9 جرامات دهون ،وحوالي 8 سعراً حرارياً ، وبالنسبة لأغلب الناس ، فإن هذه الكمية من السعرات يمكن إدخالها إلى الطعام دون الخوف من زيادة الوزن ، وكنت أوضح دائماً أنه حتى مع زيادة الدهون فإن كولسترول LDL سوف ينخفض ، وإذا قمت بمقارنة هذين النوعين من السمن النباتي فإن بنيكول له ميزة في نسبة تخفيض LDL ، فهو يخفض LDL بحوالي 14% بينما تيك كونترول يخفضها بنسبة 10%.
وتظهر فاعلية المكملات إذا تم تناولها بانتظام شديد ،وأحياناً يخفق بعض الناس في الوصول إلى أي تحسن مع بنيكول أو تيك كونترول ،والسبب في كل الحالات تقريباً هو أنهم لا يستخدمون قدراً كافياً من السمن النباتي ، ولكي تصل إلى الأثر المطلوب يجب أن تتناول ملعقتين أو ثلاث في اليوم ، على الدوام.
خريطة دليل الكوليسترول السابق