25 ـ جرب بذر الكتان

يبدو أن بذر الكتان كاملاً أو مطحوناً يمكن أن يعمل كمكمل غذائي وعلى عكس زيت بذر الكتان الذي ثبت أن له قدرة متواضعة على تخفيض الكولسترول ، إلا أن بذر الكتان كاملاً أو مطحوناً قد ثبت في قليل من الدراسات أنه يخفض كولسترول IDL بنسبة 15% ،وعند إدخاله في الأغذية المخبوزة أو نثرة على طحين الحبوب ، أو الزبادي والخضروات.
على الردهون،أن كل آليات عمل بذر الكتان في تخفيض الكولسترول لم تتم معرفتها بالكامل ، إلا أنه قد تم الكشف عن بعض الأشياء
الخاصة بذلك ، ويتميز بذر الكتان بأنه مصدر غني لألياف اللجنين ، وهي مواد غذائية لها وظائف بيولوجية كثيرة ، ومن ضمنها تخفيض الكولسترول ، بالإضافة إلى ذلك يعتبر بذر الكتان واحداً من أغنى المصادر الغذائية لحمض ألفا لينوليك (حمض دهن زيت الكتان) ، وهو معروف أيضاً بأنه يخفض الكولسترول ،ويعتقد العلماء أن سبب تفضيل بذر الكتان الكامل أو المطحون على زيت بذر الكتان هو أن محتوى بذر الكتان الكامل أو المطحون يحتوي على الألياف العالية القابلة للذوبان ، فقشر بذر الكتان مصدر غني بالألياف القابلة للذوبان ،وهي مادة تغير من مستوى الكولسترول .
والسؤالدهون،قي التالي هو كم يكون المقدار الذي تحتاجه لتخفيض الكولسترول ، لكن لسوء الحظ الإجابة لم تتبلور بعد ، فلقد استخدمت الدراسات من 25 إلى 18 جراماً من بذور الكتان الكامل أو المطحون ، بالضبط مثل السمن النباتي إستانول وإستيرول ، فإن بذر الكتان يزودنا بالسعرات الحرارية والدهون ،وملعقة كبيرة من بذر الكتان المطحون (8جرامات) تعطي 9 سعرات حرارية ، 2.7 جرام دهون، و2.2 جرام ألياف، 1.5 جرام برويتن وأنا في العادة أشجع الناس على تناول 3 إلى 4 ملاعق كبيرة من بذر الكتان في اليوم ،وهذا يعني الحصول على 160 سعراً حرارياً من بذر الكتان فقط.


أقترح عادة أن يتناول الشخص 3 إلى 4 ملاعق يومياً لمدة ثلاثة أشهر وفي نهاية هذه الفترة الزمنية ، أقوم بعمل تقييم لأثر ذلك على الكولسترول ،واسأل الشخص عن مدى استساغته لمذاق بذر الكتان ،ومدى سهولة دمج بذر الكتان مع غذائه .


فإذا كانت استجابة الشخص لبذر الكتان جيدة ، أطلب منه (إذا كان يتصور أن بإمكانه) أن يتناوله مدى الحياة ،ومثل أي دواء أو مكمل غذائي فإن بذر الكتان يكون ذا فاعلية إذا استخدمته بشكل متواصل .

لكن المهم أن تعرف أنه يمكن حدوث حساسية من بذر الكتان على الرغم من ندرة ذلك ، وهي تماماً مثل حساسية الفول السوداني ، ومن المستحيل أن نعرف الشخص الذي سوف تظهر لديه الحساسية ، ومن الذي لن يحدث له ذلك ، وإذا لم يسبق لك أن استخدمت بذر الكتان قبل ذلك ، فإنني أنصحك بأن تبدأ بكمية صغيرة ،وتحرص على ألا تكون بمفردك عندما تستخدمه لأول مرة ، وقد يبدو ذلك مبالغة في الحذر ، ولكن الأمان أفضل من الندم ، فإذا كنت تصاب بحساسية من أطعمة متعددة ، فمن الأفضل أن تناقش موضوع بذر الكتان مع متخصص الحساسية قبل استخدامه.
كثير من محلات السوبر ماركت تبيع بذر الكتان بكميات كبيرة ، وهو متوفر أيضاً بشكل عام في محلات الأطعمة الصحية ،والبذور الكاملة يمكن أن تستمر طويلاً في خزينة المطبخ ، وتخزن في زجاجة أو وعاء أو إناء من البلاستيك ، ولكن بذر الكتان المطحون يجب أن يحفظ في الثلاجة لأنه قابل للفساد ، لذا يجب استخدامه خلال يوم أو يومين بعد طحنه، كما يمكنك أن تطحنه بسهولة في مطحنة البن.
وقد وجدت إحدى الدراسات التي أجراها "أرجماندي" وزملاؤه أنه بالإضافة إلى تأثيره المفيد على كولسترول LDL فإن بذر الكتان كاملاً أو مطحوناً يمكن أن يخفض دهوناً أخرى في الدم تسمى ليبوبروتين (البروتين الدهني) ومعروف بمصطلح Lp(a).
إن ارتفاع ليبوبروتين (P) معروف بأنه عامل خطير للإصابة بأمراض القلب ، ويمكن للشخص أن يصاب بارتفاع كولسترول LDL بسبب سوء النظام الغذائي ، أو بسبب خلل جيني وراثي ، أو اتحاد كليهما معاً ،ولكن ارتفاع Lp(a) له سببه الخاص وهو الجينات السيئة ، فليبوربروتين (p) عبارة عن جزئيات نسبة LDL مع بروتين ملتصق بها يسمى أبوبروتين (P) apoprotein ، ومثل LDL ، يستطيع Lp(a) أن يسد الشرايين ، لذلك تعد البروتينات الدهنية في الحقيقة أسوأ من LDL ، لأن أبوبروتين (P) يعطي خاصية سلبية إضافية ،وهي التخثر (أو التجلط) ، إن أبوبروتين يشبه تماماً بروتينات التجلط الأخرى التي تخدع الجسم لكي يعتقد أنه أحد بروتينات تلجط الدم الطبيعية .
فالأشخاص المصابون بارتفاع مستوى البروتينات الدهنية Lp(a) يواجهون خطراً متزايداً للإصابة بأمراض القلب لأن للإصابة بأمراض القلب لأن البروتينات الدهنية Lp(a) يمكن أن تسد الشرايين مثل LCD (لقد وجد في الحقيقة Lp(a) في ترسبات داخل شرايين القلب) والإصابة بارتفاع Lp(a) تزيد أيضاً من خطورة التجلط.
إن أغلب النوبات القلبية تنتج عن تجمع ترسبات الكولسترول مع الجلطة الدموية ، وعندما تتمزق ترسبات الكولسترول داخل الشرايين ، تصبح الطبقات الداخلية لهذه اللويحة المترسبة معرضة لتدفق الدم داخل الشريان ،وينظر الدم لمحتوى الترسبات باعتباره شيئاً غريباً ، أي أن شئ لا ينتمي لهذا المكان ،والاستجابة الطبيعية تكون عزل تلك الترسيبات عن طريق تغطيتها بجلطة دموية (كالقشرة المتكونة فوق جرح على الركبة) ومشكلة الجلطة الدموية المتكونة على قمة ترسب كولسترولي هي أنها قد تسد شريان القلب ، بالكامل ، فإن لم يستطع الدم التدفق بحرية عبر شريان القلب ، فإن جزءاً من عضلة القلب سوف يحرم من المواد الغذائية والأكسجين الذي يحمله الدم ، وهذا الجزء من عضلة القلب سوف يموت ، وهذا ما يسمى بالنوبة القلبية ، وكما ترى فإن ارتفاع Lp(a) يمكن أن يكون مميتاً .
لحسن الحظ ، فإن أغلب الناس لا يصابون بارتفاع Lp(a) بما يكفي لكي يواجهوا تلك المشكلة ، فمتوسط مستوى Lp(a) عند السكان البيض ما بين 2 و4 ملجم/دل ، أما الأمريكيين ذوي الأصول الإفريقية ، فيكون المستوى أعلى لديهم (حوالي 15ملجم/دل) وخطر الإصابة بالقلب لا يزداد إلا عندما يصل مستوى البروتين الدهني بالدم عند الشخص 20إلى30 ملجم/دل.
لسوء الحظ القليل جداً من الأدوية الموصوفة تقلل مستوى Lp(a) حتى الآن ، فإن نياسين (فيتامين ب) والإستروجين ورالوكسيفين (إفيستا) هي الأدوية الوحيدة شائعة الاستخدام التي تؤثر إيجابياً في Lp(a) حتى وجد "أرجماندي" وزملاؤه أن 38 جراماً من بذر الكتان كاملاً أو مطحوناً (أقل من خمس ملاعق كبيرة) يمكن أن تخفض Lp(a) بنسبة 7.4% ولم يثبت أن أي إجراءات غذائية يمكنها التخفيض من البروتين الدهني ،ويقول المنظرون إن بذر الكتان يحتوي على بعض مركبات الإستروجين التي تخفض Lp(a).
وكقاعدة فإنه لا الأدوية التي ذكرناها الآن ،ولا بذر الكتان يكفيان لإعادة Lp(a) إلى مستواه الطبيعي ، والشئ الذي يطمئن هو أن الحقائق الصادرة عن دراسة علاج تصلب الشرايين الوراثي وجدت أنه لو انخفض LDL بشكل جذري ،فإن Lp(a) يصبح أقل أهمية كعامل يشكل خطورة على القلب ، وبأسلوب آخر :إذا أصيب شخص بارتفاع Lp(a) فإن أفضل شئ هو تخفيض LDL بشكل جذري.
فإذا انخفض LDL فإن Lp(a) يمثل خطراً ضئيلاً على القلب.
خريطة دليل الكوليسترول السابق