28 ـ يجب أن تعيد التفكير في الثوم واللستين

اللستين مادة دهنية في صفار البيض وأنسجة الحيوان والنبات، لقد أوصت التقارير في الكتابات الطبية على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية بأن تناول مكملات الثوم عن طريق الفم قد يكون فعالاً في تخفيض الكولسترول ، كما وجدت الدراسات أنه يمكن تخفيض ما يقرب من 15% من الكولسترول بتحضيرات متنوعة من الثوم ، وبناء على هذه الدراسات (التي لابد أن أقول إنها ضئيلة وسيئة الإعداد ، تعودت أن أنصح مرضاي بتناول الثوم , كان شعوري هو أن الثوم قد يفيد ، ويقيناً ليست له آثار جانبية (ما عدا ظهور رائحة سيئة أثناء التنفس).
وكان هذا هو أسلوبي إلى أن نشرت في 1998 دراستان خلال أسبوع واحد غيرتا من أسلوبي ، لقد كتب الدكتور "جوناثان" ،

والدكتور "مافن موزرد" و"إيفان ستين" التجربة الأولى في "ملفات الطب الباطني" وقد كانت دراستهم جيدة الإعداد ، فقد تمت على خمسين مشاركاً يعانون ارتفاع نسبة الكولسترول ، حيث تلقى 28 منهم مستحضرات الثوم الذي يسمى "كواي" (300 ملجم ثلاث مرات في اليوم) والاثنان وعشرون الباقون من المشاركين تلقوا علاجاً بالدواء الوهمي (بلاسيبو) في نفس الفترات ، وتم وضع تقديرات الكولسترول كخط أساسي ،وبعد 12 أسبوعاً من العلاج لم يطرأ أي تغير في مقادير الكولسترول عند الفريقين.
وبعد أسبوع واحد نشر "وبيرتهولد" وزملاؤه اكتشافات مشابهة في "جريدة الجمعية الطبية الأمريكالكولسترول، التجربة كانت أصغر قليلاً (25 مشاركاً) واستخدمت مستحضراً مختلفاً للثوم هو زيت الثوم (5 ملجم مرتين في اليوم لمدة 12 أسبوعاً) وكل المرضى كانوا يعانون ارتفاع نسبة الكولسترول وقد تناول نصف المشتركين هذا المستحضر ،وتناول النصف الآخر علاجاً وهمياً في نفس الفترات لمدة 12 أسبوعاً ، ثم توقف المشاركون عن تناول أي شئ لمدة أربعة أسابيع (فترة غسيل) ، ثم تحولوا لمدة (12 أسبوعاً) إلى أي نوع من العلاج لم يتناولوه أثناء الاثني عشر أسبوعاً الأولى ، ولم تتغير نسبة الكولسترول بتناول الثوم.
هذه الدراسة التي تم التصميم والإعداد لها جيداً تلقى بظلال الشك على فرضية تأثير الثوم في الكولسترول ، لذا فقد انتقد بعض الناس هذه الدراسات مدعين أن الثوم الطازج فقط هو الذي يخفض الكولسترول.
ونشرت "كلير ستيفنسون" في وقت قريب جداً في سبتمبرأخرى،تحليلاً إحصائياً لكل تجارب الثوم في كل التقارير السنوية لطب الباطنة ، واستنتج هذا التحليل أن الثوم قد يفوق العلاج الوهمي في تخفيض نسبة الكولسترول ،ولكن حجم التأثير الناتج ضئيل جداً.
ومن المحتمل يقيناً أنه قد تكون للثوم فوائد صحية أخرى ، ولكن من وجهة نظري يجب عليك تناول الثوم ، لأنك تحب مذاقه ،وليس كعلاج مخفض للكولسترول.
وفي الواقع يتناول المرضى المكملات الغذائية المختلفة قبل أن يأتوا لزيارتي للمرة الأولى ، واللستين هو أحد المكملات الشائعة جداً ، ومعظم المرضى الذين أفحصهم يتناولونه لأنهم سمعوا أنه "مذيب دهني" ولذلك فإنه سوف يخفض الكولسترول ويستطردون قائلين :إنهم يعتقدون أن اللستين سوف يذيب الدهون والكولسترول في الدم ، وربما يحدث ما يقولون لو أن اللستين أدخل في مجرى الدم ، أما في الحقيقة فإن المريض يتناول اللستين بالفم كمكمل غذائي ،ويتم تكسيره في المعدة ولا يدخل إلى الدم ،وعلى الرغم من أن اللستين بصفة خاصة ليس باهظ الثمن إلا أنه لا يستحق أن تنفق عليه الأموال ، ولهذا فإنني لا أنصح بتناوله كعامل مخفض للكولسترول.
خريطة دليل الكوليسترول السابق