ماذا تعرف عن الكوليسترول؟ (3)

والتمارين الرياضية أيضاً تحسن من كولسترول HDL ، ويميل الرجال إلى أن تكون لديهم زيادة كبيرة من كولسترول HDL أثناء العام الأول لممارسة التمارين (بنسبة 10%) ، ولكن إذا استمرت النساء في ممارسة الرياضة ، فإن الدراسات توضح أن ما يقدر بنسبة 20% من التحسن يتحقق في فترة خمس سنوات ، يستطيع الرجال أن يحافظوا على نسبة تحسن 10% بالاستمرار في التمارين ، ولكن نادراً ما يحققوا فائدة أكبر بمرور الوقت ، كما أن تقليل الوزن (التخسيس) يمكن أن يؤدي إلى تحسن واضح في مستوى هذه الشحوم ، ولكن غالباً عندما يفقد الشخص وزنه بطريقة نشطة ، فإن مستوى كولسترول HDL يهبط بطريقة سريعة ومؤقتة ، فلا تدع ذلك يثبط همتك إذا حدث لك ، فعندما تصل نقطة محددة في الوزن فإن مستوى HDL سوف يزداد وفي النهاية سوف يزيد على
المستوى السابق .
النظام الغذائي أيضاً له تأثير على HDL ، يتناول الناس أطعمة معالجة ذات تركيز دهني عال ، مثل الأطعمة المعدة تجارياً (الكعك المحلي ، والفطائر والكعك الحلو المقلي ) أو الأطعمة المقلية مثل شرائح البطاطس والكعك المحمر والسك المقلي ،وهذه الأطعمة تمد الجسم بكميات كبيرة من الدهون المهدرجة (التي تشبه الدهون المشبعة في سلوكها ) وهي دهون معروفة بأنها تخفض HDL بشكل ملحوظ ، وبالنسبة لهؤلاء الأشخاص الذي يتحولون إلى تناول الأطعمة ذات الدهون الأحادية غير المشبعة ـ مثل زيت الكانولا Canola وزيت الزيتون وزيت الفول السوداني ـ يمكن أن تحسن مستوى HDL ، وهؤلاء الأشخاص يمكن أن يستفيدوا من الأفوكادو والجوز والفول السوداني واللوز والبندق أو الفستق كمصدر لهذه الدهون ،وأخيراً ،إذا كنت في حاجة إلى المزيد من تحسن مستوى HDL أكثر مما توفره الإجراءات السابقة الذكر ، فيمكن للطبيب أن يصف لك دواء نياسبان Niaspan أو لوبيد Lopid أو تريكور Tricor .
ولسوء الحظ ،يفشل كثير ممن يعانون انخفاض مستوى HDL في إعادة المستوى إلى طبيعته على الرغم من إجرائهم تغيرات في أسلوب الحياة ، أو استخدام الأدوية ، وعدد من الشركات تبحث طرقاً جديدة لتحسين مستوى HDL ، وتشمل الاستراتيجيات على استخدام الأدوية التي تحقن بالوريد ، أو تطوير جزئيات تقلد نشاط HDL حتى العلاج بالجينات ، ومن وجهة نظري فإنه في خلال الخمسة أعوام القادمة سوف نكون قد طورنا طرقاً جيدة لعلاج الأشخاص الذين يعانون انخفاض HDL.
وعندما تتأكد من أنك تعاني مشكلة في الكولسترول ،فمن المهم أن تحدد السبب وتبتكر خطة لتحسين مستوى الكولسترول لديك ، فالفشل في أن تقوم بذلك قد يتسبب في نوبة قلبية أو سكتة دماغية أو الوفاة .
وهناك عدد من حالات الخلل الوراثي الخاص بالكولسترول التي تم وصفها وتحديدها بشكل دقيق والتي تسبب ارتفاعاً ملحوظاً للدهون الثلاثفعلياً. مستوى كولسترول الدهون منخفضة الكثافة IDL وعلى سبيل المثال: هناك من يعانون مشكلة وراثية تسمى فرط كولسترول الدم الأسري ، وهؤلاء الأشخاص سيظل لديهم مستويات كولسترول غير مستقرة ، على الرغم من إتباع نظام غذائي رائع ، وممارسة الرياضة المنتظمة ، وتناول أقصى جرعات من الأدوية المخفضة للكولسترول ، في مثل هذه الحالات تكون تنقية من IDL عن طريق سحبه ثم إعادة ضخه بعد تنقيته ،وهذا الإجراء الذي يشبه الديلزة (تنقية الدم بأسلوب الانتشار الغشائي) ينقي أو يرشح كولسترول IDL من دم الشخص ، وهذا يؤدي إلى انخفاض مستوى IDL بنسبة حوالي 70% أو 80% ، ولكن التأثير يكون مؤقتاً ، ولهذا يجب إجراء تنقية الدم من IDL مرتين في الشهر .
ولازالت هناك أمراض وراثية أخرى تتسبب في انخفاض كبير في مستوى HDL وكل واحد من هذه الأمراض يحتمل أن يزيد خطورة الإصابة القلبية فعلياً .
وغالبا ما يتسبب أحد الأمراض في ظهور حالة شديدة من اختلال الكولسترول ، فالأشخاص الذي يصابون بالداء السكري في مستهل سن الرشد ينزعون إلى أن تكون لديهم دهون ثلاثية مرتفعة ، وHDL منخفضاً ، ومستوى IDL مرتفعاً بشكل معتدل ، ولقد اكتشفت من خلال خبرتي أنه عندما يصبح سكر الدم منضبطاً وتحت السيطرة ، فمن المستحيل أن نجعل الدهون الثلاثية في مستويات طبيعية لدى الشخص المصاب بالكسر .
والأشخاص الذي يعانون قصوراً أو إفراطاً في نشاط الغدد الدرقية يمكن أن يصابوا باختلال متنوعة في الكولسترول ،علماً بأن اعتلال الغدة الدرقية أكثر شيوعاً بين النساء من الرجال ، ولقد وجدت أحياناً أن تصحيح ومعالجة اضطرابات الغدة الدرقية ينتج عنه رجوع مستوى الكولسترول إلى طبيعته ، ولكن في أغلب الحالات يتحسن مستوى الكولسترول بدرجة بسيطة فقط ،و لكنها سوف تحتاج إلى مزيد من العمل .
ويستجيب الجسم للمتلازمة الكلوية وهي اضطراب كلوي يتسم بكثرة كميات البروتين في بول الشخص المريض وهو يشكل خسارة كبيرة من البروتين بزيادة كمية البروتين التي ينتجها الكبد (في محاولة لتعويض وتصحيح مستوى البروتين في الدم ) ، وبما أن البروتينات هي التي تقوم بحمل كولسترول الدم ، فليس من المستغرب أن نرى ارتفاعاً في مستوى الكولسترول في هذه الحالة ، وبنفس الطريقة ، يمكن لأمراض الكبد أن تتسبب في زيادة إنتاج البروتينات الدهنية (دهون الدم).
خريطة دليل الكوليسترول السابق