37 ـ عليك أن تجرب طرق المساعدة على الإقلاع عن التدخين (2)

ولقد ثبت أن بخاخة النيكوتين تساعد على عملية الإقلاع عن التدخين ،حيث تم عمل ثلاث تجارب ضخمة لمقارنة بخاخة النيكوتين مع الرشاش الإرضائي (الذي يرضي المريض) ويوضح الجدول التالي معدل الإقلاع عن التدخين عند 730 مشاركاً في هذه الدراسات الثلاث (369 تلقوا بخاخة الأنف نيكتورول و361 تلقوا دواءً وهمياً):
6أسابيع
3 شهور
6شهور
12 شهور
نيكوترول بخاخة
49ـ85%
41ـ45%
31ـ35%
23ـ27%
دواء وهمي
21ـ32%
17ـ20%
12ـ15%
10ـ15%
إن الجرعة المعتادة لبخاخة الأنف نيكوترول رشتان (رشة في كل فتحة أنف) وأنا أطلب من مرضاي ألا يستنشقوه أو يبلعوه من
خلال الأنف وهو يرشونه في الأنف ،وأطلب منهم أن يؤخروا رءوسهم إلى الخلف بعض الشئ وهم يرشون، وتعطى الرشتان 1 ملجم نيكوتين ،وبعد رشتين يرتفع مستوى النيكوتين في الدم بسرعة ، ويتحقق مستوى الدم إلى الحد الأقصى عند أغلب الناس بعد أربع أو خمس عشرة دقيقة بعد الجرعة ،فجرعة بمقدار 1 ملجم تحقق نفس مستوى النيكوتين في الدم مثلما يكون الحال بعد تدخين سيجارة ، أما المصابون بالرشح أو البرد فسوف يحتاجون إلى وقت أطول يصل إلى 30% ليصلوا إلى مستوى نيكوتين مشابه في الدم بسبب التأخر في امتصاص النيكوتين.
كما أنني أطلب من مرضاي بشكل عام أن يبدءوا بجرعة أو بجرعتين ، ويمكن زيادتها إلى الحد الأقصى الذي ينصح به وهو أن تكون الجرعة اليومية 40 ملجم (80 رشة) ، وأنصح بعدم الزيادة على خمسة ملجم (عشر رشات) في مدة ساعة ، بعد 10 أو 12 ساعة من الاستخدام ، كما أنصح بالتقليل التدريجي في استخدام الرش ، وكثير من الأشخاص يبدءون بتقليل الجرعة برشة واحدة بدلاً من اثنتين ويزيدون من طول الفترات الزمنية بين الرشات .


إنني أستخدم الرش كمتابعة للاصقة النيكوتين ، على أساس نتائج إحدى الدراسات التي نشرت عام 1999 في الجريدة اليومية الطبية البريطانية ، ففي هذه الدراسة التي عنوانها "بخاخة الأنف للنيكوتين مع لاصقة النيكوتين للتوقف عن التدخين" ، "تجربة عشوائية مع متابعة لست سنوات" ، وجد الدكتور "بلوندال" وزملاؤه أن من تم علاجهم بلاصقة النيكوتين في جرعات متناقصة لمدة خمسة شهور ، ويتبعها عام تستخدم فيه بخاخة نيكوتين (الرش) ينجحون في الابتعاد عن السجائر لمدة ست سنوات إذا تمت مقارنتهم بمن استخدموا اللاصقة لمدة خمسة شهور يتبعها العلاج الوهمي بالرش(بدون نيكوتين).


إنني أقول لمرضاي إن بإمكانهم أن يستخدموا نيكوتين بخاخة طالما يحتاجونها ولأية فترة زمنية ، ومن خلال تجربتي فإن كثيراً من الأشخاص يستخدمونها مرة أو مرتين في الأسبوع لمدة عام أو عامين أو يحتفظون به مدة أطول لأي ضرورة ، إنني أستخدم رش النيكوتين بعد لاصقة النيكوتين ، مع علكة النيكوتين أو جهاز الاستنشاق للنيكوتين أو "بوبروبيون" لكني لا أنصح باستخدام الرش في نفس وقت استخدام اللاصقة لأن المرضى يضعون اللاصقة بشكل متواصل.


هل هناك آثار جانبية لرش نيكتورول الأنفي؟ يشكو الناس حول العالم من تهيج الأنف نتيجة استخدام هذه البخاخات ، لكنها تتحسن بمرور الوقت ، مع أنها تسبب الإزعاج وبعض الشكاوي الأخرى تشمل رشح الأنف ، تهيج الحلق ، دمع العين، العطس ، والسعال.
ويحمل جهاز استنشاق النيكوتين الأمل للأشخاص الذي يدمنون السجائر أو يدمنون عادة تكرار حركة اليد إلى الفم ، ويتوفر جهاز الاستنشاق الذي تسوقه شركة "ماكنيل" لمنتجات المستهلك من خلال وصفة الطبيب ، فجهاز الاستنشاق يتركب من جزء يوضع في الفم وخرطوش بلاستيك بالمبسم (القطعة التي توضع في الفم) ، ويمكنه إعطاء 4 ملجم من النيكوتين للفم والرئتين ، وعشر رشات من جهاز الاستنشاق تعادل إحدى نفخات السيجارة ، وكل خرطوش مصمم كي يستخدم لمدة 20 دقيقة من النفخ المستمر ،ويمكن أن تستخدم عشرين خرطوشاً في اليوم لمدة 12 أسبوعاً ، بعد ذلك يمكنك التقليل التدريجي من عدد الخراطيش التي تستخدمها يومياً ، ولا يجب استخدام الجهاز أكثر من ستة أشهر ،وعلى الرغم من أن هذا الجهاز ليست له أضرار في العادة ، إلا أن بعض الناس يشعرون بتهيج بسيط في الفم والحلق.
الجرعة: حديثاً أن البوربروبيون Bupropion (أو زيبان) يكون فعالاً جداً كوسيلة للتوقف عن التدخين ، فلقد تم استخدامه في الأصل كمضاد للاكتئاب ، ثم زاد الاهتمام به بشكل كبير عندما وجد أنه مفيد في مساعدة المدخنين على التخلص من هذه العادة ، ومن ثم وضعت إحدى الدراسات البسيطة 42 مريضاً بطريقة عشوائية كي يتلقوا علاج البوبروبيون والعلاج الوهمي ، وبعد نهاية خمس سنوات ظل 50% من أولئك الذين تناولوا الدواء لا يدخنون بينما واصل كل من تناولوا العلاج الوهمي التدخين.
وطالما أن تناول هذا الدواء يتوقف على وصفة الطبيب ، فسوف تستطيع أن تقرر مع الطبيب ما إذا كان اختباراً صالحاً لك ، وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون النوبات المرضية لا يجب أن يتناولوا هذا الدواء ، أما إذا كنت تتناول بالفعل دواءً آخر مضاداً للاكتئاب ، فقد يختار الطبيب استبداله بدواء بوبروبيون ،وهذا بالطبع قد يكون غير مناسب أحياناً ، وعندما نصف هذا الدواء للمريض نعطيه التعليمات التالية:
الجرعة :
يجب أن تبدأ بتناول(حبة واحدة) 150 ملجمالفم،احدة في اليوم صباحاً مدة ثلاثة أيام ، فإذا تحملت حبة واحدة في اليوم فيجب أن تزيد الجرعة إلى 15 ملجم مرتين يومياً (حبتين) ، ثم يجب أن تفصل بين الحبيتين بثمان ساعات على الأقل ، كما يجب أن تستمر في التدخين فترة الأسبوع الأول التي تتناول فيها دواء البوبروبيون ،وفي اليوم الثامن توقف عن التدخين ،وننصح بتناول الدواء لمدة من 7 أو 12 أسبوعاً ،ومن المحتمل أن تكون في حاجة إلى استخدام هذا الدواء فترة أطول من اثني عشر شهراً.

الآثار الجانبية (المضاعفات)
تشمل أكثر الآثار الجانبية شيوعاً جفاف الفم ،والإمساك والصداع واضطراب النوم.
محاذير
كما ذكرنا سابقاً ، لايجب أن تتناول هذا الدواء إذا كان لك تاريخ الدواء،ات المرضية المفاجئة ، أيضاً إذا كنت تتناول مثبط أكسداز أحادي الأمين monamine-oxidase ، ويجب أن تتوقف عن تناول هذا الدواء لمدة أسبوعين قبل أن تبدأ في تناول البوبروبيون.
ومن المهم أن تواصل التدخين لفترة الأسبوع الأول الذي تتناول فيه الدواء ،وقبل أن تتوقع أنه سوف يساعدك على ترك التدخين ،فيجب أن يتراكم مستوى معين من الدواء في مجرى الدم ، وهذا يحدث بعد أسبوع من بداية تناولك الدواء.
ما مقدار فاعلية هذه الأدوية؟ في دراسة نشرت في الجريدة الطبية اليومية لنيوإنجلاند درس "جورنبي" وزمالحياة، دواء بوبروبيون وحده ولاصقة النيكوتين وحدها وأثر الاثنين معاً ومقارنتها بالعلاج الإرضائي (حبوب سكر مع لاصقة غير فعالة (خاملة)) وكان عدد المدخنين 893 ، وكل المشاركين تلقوا استشارات ومكالمات هاتفية مدعمة ومشجعة طول فترة الدراسة التي استغرقت 12 شهراً وفي نهاية الدراسة ، كان معدل المقلعين عن التدخين 5.6% من مجموعة العلاج الإرضائي و 9.8% من مجموعة العلاج بلاصقة النيكوتين و18.4% ممن تناولوا الدواء وحده و 22.5% ممن استخدموا الدواء واللاصقة معاً ، كما ثبت أن من تم علاجهم باستخدام بديل النيكوتين (أي لاصقة أو دواء بوبروبيون) يعانون زيادة أقل في الوزن كما أنهم أقل تعرضاً لأعراض الانسحاب.
إن الإقلاع عن التدخين أمر صعب مهما كانت طريقتك في عمل ذلك ، لكنه يستحق ذلك الجهد الذي تبذله وعليك أن تثق بنفسك وتستمر في المحاولة وإذا أخفقت فبدلاً من أن تعاقب نفسك وتنغمس في ارتكاب الذنب (أي تدخين مزيد من السجائر) عليك أن تتعلم من التجربة لماذا أخفقت؟ واحرص على ألا تضع نفسك في هذا الموقف مرة أخرى.
وعندما تصبح غير مدخن ، يصبح من المحتمل أن تواجه بعض النكسات في طريقك ، ولكن في النهاية إذا واصلت المحاولة فسوف تنجح ،وستكون أكثر صحة وأنت غير مدخن ،ولن يتحسن الكولسترول فقط ، ولكن أخطاء الإصابة بأمراض الصدر وأمراض القلب والسكتة الدماغية سوف تقل جذرياً وبشكل مثير للانتباه ، هذا فضلاً عن تراجع خطورة كثير من أمراض السرطان ، إنك تدرك أنك ترغب في التوقف عن التدخين ،وأنا أعرف أنك تستطيع ذلك.
خريطة دليل الكوليسترول السابق