38 ـ كن متقبلاً لفكرة تناول الأدوية (2)

وكما ذكرنا سابقاً ، فإن تناول الدواء لا يعني أنك تتخلى عن النظام الغذائي أو الجهود التي تبذلها في التمارين الرياضية ، وإذا كنت تتناول أحد المكملات الغذائية ، وثبت أنه مفيد لك فإن الاستمرار في تناوله قد يعني أنك ستقلل جرعة الدواء ولقد وجدت إحدى الدراسات التي نشرت في صحيفة الجمعية الطبية الأمريكية أن 50% فقط ممن يتناولون دواء مخفضاً للكولسترول بمفرده ـ أي دون شئ آخر ـ وصلوا إلى مستوى الكولسترول الطبيعي ، بينما 80% من الذين اتبعوا النظام الغذائي وتناولوا الدواء بالتزام وصلوا إلى أهدافهم في تخفيض الكولسترول.
ولا يدرك كثير من الناس إن أدوية تخفيض الكولسترول يفترض أن تستمر مدى الحياة ،وعلى عكس المضادات الحيوية ،التي يتطلب تناولها عشرة أيام فقط كعلاج ، تكون الأدوية مخفضة الكولسترول فعالة طوال فترة تناولها وبمجرد التوقف عن تناولها يرتفع مستوى الكولسترول ثانية.
فالالتزام بتناول الأدوية وبطريقة صحيحة يقلل كثيراً من خطورة الإصابة بنوبة قلبية أو الحاجة إلى إجراء جراحة تقويم الأوعية ، أو جراحة فتح ممر جانبي للشرايين وكنا نعتقد أن الأمر يحتاج عاماً أو عامين قبل أن نرى فوائد الأدوية التي تخفض الكولسترول إلى أن أثبتت عدد من التجارب أن الفائدة تظهر بسرعة جداً وفي يوليو سنة 1999 نشر الدكتور "براترام بيت" وزملاؤه الاكتشافات المثيرة للدراسة التي أجروها على تأثير دواء"الأتورفاستاتين" Atorvastatin مقابل تأثير علاجات إعادة أو تجديد التغذية الدموية للعضو بعد انقطاعها ونشرت الدراسة في الجريدة الطبية اليومية نبيو إنجلاند في هذه الدراسة تم علاج 341 مريضاً بالقلب من 37 مركزاً مختلفاً عن طريق جراحة تقويم الأوعية أو بواسطة جرعة عالية من الأتورفاستاتين (المعروف تجارياً باسم ليبيتور: دواء مخفض للكولسترول).

في نهاية ثمانية عشر شهراً قلت نسبة الإصابات القلبية لدى المرضى الذين حدد لهم الأطباء دواء ليبيتور (مخفض كولسترول) بنسبة 36% ، أما الذين حدد لهم الأطباء تقويم الأوعية بالجراحة فقد سمح لهم بتناول أدوية مخفضة للكولسترول أيضاً ، ويبدو أن الفارق في الحالات القلبية كان ناشئاً عن حقيقة أنه على الرغم من أن كلتا المجموعتين بدأتا هذه الدراسة ومستوى الكولسترول تقريباً متماثل لدى أفرادهما (145 ملجم/دل) إلا أنه في نهاية الثمانية عشر شهراً وصل مستوى الكولسترول لدى المرضى الذين يتناولون دواء ليبيتور Lipitor بجرعة 80 ملجم في اليوم إلى مستوى 77 ملجم/دل بينما المجموعة التي عولجت بجراحة تقويم الأوعية كان مستوى الكولسترول LDL لدى أعضائها حوالي 119ملجم/دل ، ولقد وصف لهم الأطباء دواءً مخفضاً للكولسترول ،لكنها فشلوا في زيادة الجرعة ليحققوا مستوى الكولسترول المستهدف حسب البرنامج الوطني لثقاة الكولسترول لأقل من 100ملجم/دل ،وأنا شخصياً أرى أن المستوى الأفضل هو 80ملجم/دل ،وهذه الدراسة هي أحد الأسباب التي جعلتني أشعر بهذا.

وحديثاً جداً تم عرض دراسة عن تقليل الإصابة بمرض قصور التغذية الدموية لعضلة القلب عن طريق تخفيض شديد للكولسترول وعرضت هذه الدراسة المسماة "ميراكل" Miracl في المؤتمر القومي لأمراض القلب الذي عقدته الجمعية الأمريكية القومية للقلب (في نيو أورليانز في نوفمبر سنة 2000) ولقد قدم الدكتور "أندرز ألسون" من السويد والدكتور "جريجوري شوارتز" من جامعة كلورادو (مركز العلوم الصحية) اكتشافاتهما في ذلك الصدد.
ولقد شملت هذه الدراسة (ميراكل Miracl) 3086 مريضاً كانوا قد أودعوا المصحة أو المستشفى بسبب ذبحة غير مستقرة (ألم في الصدر ناتج عن عدم كفاية تدفق الدم والأكسيجين إلى عضلة القلب نتيجة انسدادات داخل الشرايين التاجية) أو نوبة قلبية وقد تم إجراء الدراسة في 19 دولة مع 122 مركزاً طبياً مشاركاً وخلال 96 ساعة من الحجز في المستشفى كان المرضى يعالجون بإحدى طريقتين : جرعة عالية من دواء أتورفاستايتن (ليبيتور) ونظام غذائي منخفض الدهون أو تناول دواء وهمي مع نظام غذائي منخفض الدهون ، في نهاية 16 أسبوعاً فقط انخفضت الأعراض القلبية بنسبة 16% في المجموعة التي عولجت بدواء ليبيتور وأكثر من ذلك إثارة هو انخفاض معدل الإصابة بالسكتات الدماغية بنسبة 50% عند الرجال والنساء الذين ترتفع لديهم خطورة الإصابة ،وتوحي هذه الدراسات بان الأدوية التي تخفض الكولسترول يمكن أن يكون لها تأثير جذري وسريع.
وبعض الأدوية التي تغير الكولسترول ـ مثل ميفاكور وزكور، ليبيتور، برافاكول ،ليسكول ـ تخفض كولسترول LDL ولها تأثير أقل على وشامل،ل HDL والدهون الثلاثية ،وثمة أدوية أخرى تخفض في المقام الأول الدهون الثلاثية وترفع من مستوى كولسترول HDL النافع ،وهذا الأدوية قد تخفض أيضاً كولسترول LDL (من أمثلتها أدوية تريكور Tricor ، نياسبان Niaspan ) أو قد لا يكون لها تأثير عملي على كولسترول LDL الضار (لوبيد) HMG CoA Reductase هو إنزيم يدخل في عملية أيض الكولسترول ،وفي الوقت الذي تكون فائدة مثبطات أنزيم HMG CoA Reductase هي تخفيض الكولسترول (وهذا يقلل من خطر حدوث أمراض قلبية يعقبها الموت) تظهر فوائد أخرى إضافية لهذه الأدوية ، إلا أن البيانات والحقائق الأولية توحي بأن هذا الصنف من الأدوية قد يزيد من خطورة الإصابة بهشاشة العظام عند السيدات بينما تقلل من خطورة ظهور مرض الزهايمر.
ملحوظة:
أحياناً يفشل تناول دواء واحد مخفض للكولسترول في أن يجعل مستوى الكولسترول يعود إلى حالته الطبيعية ، وفي مثل هذه الحالة يطلب الطبيب من المريض أن يتناول نوعين من الأدوية ،ولأن ذلك يزيد من خطورة الآثار الجانبية ، فلابد من المتابعة المستمرة لهؤلاء المرضى لمراقبة وظائف الكبد والعضلات.
في الصفحات التالية سوف نضع قائمة بأسماء أغلب الأدوية التي تستخدم في علاج الكولسترول مع اسمها التجاري ومميزاتها بشكل عام وشامل ، وسوف أتحدث عن كيفية عمل كل دواء ، وأفضل طريقة لتناوله والآثار الجانبية المحتملة:

صنف الدواء

اسم الدواء

تأثيره على الكولسترول والدهون الثلاثية

LDL

Trigs

HDL

عوازل حمض الصفراء

كوليستيرامين (كويستران)

D

I

I


كوليستيبول (كولستيد)

D

I

I


كولسفيلام (ويلكول)

D

N/I

I

نياسين

نيكوتينيك أسيد(نياسبان)

D

D

I

HMG Coa

لافاستاتين (ميفاكور)

D

D

I

Reductase





Inhibitors






سيمفا ستاتين (زوكور)

D

D

I


برافاستاتين (برافاكول)

D

D

I


فلوفاستاتين (ليسكول)

D

D

I


أتورفاستاتين (ليبيتور)

D

D

I

مشتقات fibric acid حمض فايبريك

جيمفيبروزيل

N

D

I


فينوفيبرات (تريكور)

D

D

I

ملحوظة:
ــ الاسم الأول هو صنف الدواء والاسم بين القوسين هو الاسم التجاري
ــ Trigs هي الدهون الثلاثية
ــ I = يزيد D= يقلل N =حيادي (لا أثر له)
إن الأدوية المدرجة تحت صنف العام يكون لها نفس التأثير تقريباً والمستثنى من هذه القاعدة هو من بين مشتقات فيبريك أسيد fibric acid ، حيث إنه بينما يعتبر لوبيد Lopid حيادياً في تأثيره بالنسبة لكولسترول LDL ، نجد أن تريكور Tricor له فائدة تخفيض ليبوبروتين (البروتين الدهني) ،وتحت أصناف مثبطات HMG CoA Reductase (التي تسمى الاستاتينات) توجد تشكيلة واسعة من الأدوية ذات القدرات الكافية لتغيير مستوى الدهون وعلى الرغم من أن الأستاتينات تغير من مستوى LDL والدهون ، إلا أن ليبيتور Lopitor له أكير قدرة على تخفيض LDL والدهون الثلاثية (إلى نسبة 55% و 45% على التوالي) وعلى الجانب الآخر وعلى الرغم من أن كل الاستاتينات لها تأثير إيجابي في HDL مع الجرعات العالية .
خريطة دليل الكوليسترول السابق